مجلس أسر وعوائل الموصل يقيم أمسية شعرية للأديب والمؤرخ نجمان ياسين
يسار الدرزي
اقيمت في مجلس
اسر وعوائل الموصل مساء يوم الاربعاء2024/3/28 أمسية شعرية رمضانية  بعنوان ( نجمان ياسين يتحدث عن تجربته في كتابة
الشعر الديني والصوفي)مع الأديب المؤرخ ( نجمان ياسين) الرئيس الأسبق للأتحاد
العام لكتاب العراق .
في مستهل
الامسية ، رحب الاستاذ ( قتيبة محمد اغا) رئيس المجلس بالحضور  ، واشار الى أن الشاعر هو لسان حال الأمة وخاصة
اذا وظف شعره في خدمة قضاياها الدينية والاجتماعية والعسكرية وغيرها من المجالات
الحيوية.
 من جانبه قال الاستاذ (يسار الدرزي) الناطق
الاعلامي باسم مجلس أسر وعوائل الموصل ، ان : ( 
الشعر هو ترجمان لما يدور في الفكر والمشاعر.. والدين كعلاقة بين العبد
وربه ، وبينه وبين الناس مبني على الحب وما ينتجه من عبادة لله و تعاون بين
الانسان واخيه الانسان.
  لذا كان للشعر الديني عدة أغراض منها الحب
الالهي  والزهد في الدنيا، حيث يكون حب
الله في قلب العبد اكبر من أي حب آخر فتكون طاعة الله مقدمة على طاعة المخلوقين
واكبر من طاعة الانسان لشهوات الجسد ..فيكون حب الانسان لخالقه سببا للزهد في
مخلوقاته . وكما قال الشاعر :
فليتك تحلو
والحياة مريرة   ...  وليتك ترضى والأنام غضاب
 فالربانيون لا تغرهم الدنيا وزينتها لأنهم  ينظرون إلى الجمال في الحياة باعينهم وينظرون
إلى خالق الجمال ببصيرتهم فلا يتعلقون بالاسباب بل يتعلقون بمسبب الأسباب وهو الله
جل في علاه ، فيزداد حبهم له وزهدهم بمتاع الدنيا ، وقال ابن الفارض رحمه الله :
زِدْني
بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا ... وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ تسعّرا  
الى ذلك ، بدأ
الأديب الالمعي الدكتور ( نجمان ياسين) بالحديث عن تجربته الصوفية الشعرية فبين أن
رحلته مع المتصوفة في تاريخ الحضارة الإسلامية والتي استمرت لسنوات استنادا على
العمق والتأني والتأمل العقلي ، اثمرت عن كتاب اسماه ( أعلام في التصوف الاسلامي)،
وعلى الرغم من انبهاره بأشعار محي الدين بن عربي، وجلال الدين الر ومي ، وابن
الفارض وغيرهم من اساطين الشعراء المتصوفة ، لكنه على الرغم من دهشته من هذا السيل
المنهمر من لغتهم الساحرة الفاتنة , الا انه لم يمسك بجوهر تجربتهم القائمة على  الذوق ومعاينة الفيض النوراني في قلوبهم  , وبقي فهمه لهم محصورا في حدود العقل.. وكان
القلب على موعد أن يعيش حلاوة التجربة وأن يحكمه الذوق بعيدا عن صلابة حجر العقل..
فحصل هذا له في حجه في شهر آب٢٠١٨..فهربت الكآبة التي كانت تتلبسه وتقبض قلبه ، وحلت
البهجة في عروقه وملأته بالبهجة والطمأنينة..
كما تحدث الأديب
الالمعي نجمان ياسين عن مغزى هذا الانتقال النفسي والروحي الذي شعر به ، متسائلا
ومن ثم مجيبا فيقول : ( كيف صارت مياه روحي العكرة ،سلسبيلا يتدفق في عروقي ؟ وأية
عملية تلك التي جعلتني أمرق بينابيع نفسي إلى سموات كانت نائية عني؟ فأي قوة هذه
التي أشعرتني بأني روح تذوب تحت شمس لا تأفل ؟
واضاف : لي
الآن أن أقول إني مترع بتلك التجربة التي ذقت فيها فاكهة النعيم، وكان لصيامي
الطويل أن ينتهي بتذوق طعمها الفريد، وهو طعم أدركت أنه لن يتاح إلا لمن عاين
التجربة ،ووقف في قلب الأنوار .
وقد نشر له
ديوانان عن الشعر الديني والصوفي هما : (ألوذ بك .وأذوي اليك) و ( فقير عند عتبات
أنوارك).
ومما قال في
الحب الإلهي :
إلهي عرفتك في
القرب، وعرفتك في البعد
وأسفرت آثارك
في كل شيء
كنت الظاهر
وكنت الباطن
وفيك ومنك
انفتحت لي ابواب الرجاء
فلا تقصني من
فردوس روحي الذي ابدعت
وذرني أمسك
نجمة قلب شكور  
وفي ختام
الامسية قدم الأديب الالمعي نجمان ياسين ديوانه ( فقير عند عتبات أنوارك). هدية
للسيد (قتيبة اغا) رئيس مجلس أسر وعوائل الموصل ، وقدم ديوانه الثاني (ألوذ بك
.وأذوي اليك) هدية للسيد (يسار الدرزي) الناطق الاعلامي باسم المجلس .
وقد حضر الامسية
الشعرية نخبة من عمداء الاسر الموصلية وممثليها وعدد من الأدباء والنقاد الذين
تفاعلوا مع المواضيع المطروحة وكان لهم اسئلة وتعقيبات مهمة .
يسار الدرزي /
الناطق الرسمي باسم مجلس أسر وعوائل الموصل
نينوى بريس