بالفيديو ..مداخلة الدرزي حول العلاقة بين الهوية الوطنية والهويات الفرعية
بالفيديو ..
مداخلة المهندس ( يسار الدرزي ) في المحاضرة التي نظمها مجلس اسر وعوائل الموصل
تحت عنوان ( طبيعة العلاقة بين الهوية الوطنية العامة والهويات الفرعية ) التي
ألقاها الأستاذ الدكتور ( هاشم يحيى الملاح ) في 14 ايار / مايو الجاري .  
 وقال الدرزي وهو الناطق الرسمي باسم مجلس اسر
وعوائل الموصل  : أن الانسان اجتماعي
بطبعه..ولا يتحقق الاجتماع والتعايش الا بعقد اجتماعي .. عقد زواج بين الرجل
والمرأة لتكوين أسرة ..عقد اجتماعي بين المكونات القومية والدينية والمذهبية
لتكوين مجتمع وشعب ..عقد سياسي بين الحاكم والمحكوم لتكوين حكومة ودولة.. ويبقى
الولاء لبنود العقد هو سبب ديمومة الاجتماع وهو الشرعية .
وبدون ولاء
ووفاء بالعقد لا يوجد اجتماع وتعايش حقيقي .. أي لايوجد اسرة.. لا يوجد شعب..
لايوجد حكومة حقيقية .. ويذكر أن الملك الانكليزي جون قال في خطابه الموجه
للخارجين على القانون  : ( بدون ولاء لا
يوجد مملكة حقيقية ..لا يوجد شيء).. فموضوع الهوية مهم جدا في أي بناء حضاري.
الى ذلك تناول
الدرزي جانبا من حديث الدكتور ( هاشم يحيى الملاح ) الذي جاء فيه :
أن الهوية
الفكرية والقومية والدينية والمذهبية لأي انسان موجودة منذ القدم .. ولكن في القرن
التاسع عشر بدأ الغرب بزيادة الاهتمام بهذا الموضوع عبر دراسات نوعية لباحثين
كبار... ونحن في المشرق العربي كنا حديثي عهد بالدراسات عن الهوية.
فهناك اتجاهين
في دراسة الهوية الاول اعتبر ان الانسان يتغير مع الزمن طبقا لبيئته ومعلوماته لذا
فالهوية متغيرة ، فهي اقتناع وانتماء .. وهناك اتجاه ثان اعتبر ان الهوية ثابتة
جامدة لا تتغير مستندا الى  مفهوم عنصري
للهوية قائم على أساس عرقي ، بنيت عليه قرارات سياسية استعمارية لشعوب اسيا
وافريقيا على اساس تحضير هذه الشعوب الهمجية المتخلفة ، لإعطاء شرعية وهمية وذريعة
للاستعمار لنهب خيرات هذه الشعوب الضعيفة ،والتي اعتبرتها الدول الغربية شعوبا
تعيش في مرحلة البداوة اي ما قبل الدولة .
مفهوم الدولة
الحديثة يستند إلى فكرة الوطنية لا الى القومية والدين والمذهب والطائفة كما في
الدول القديمة .. لذا لكل شعب هوية تحافظ عليها الحكومة وتنميها فهي تمثل القواسم
المشتركة لمكونات الشعب ،  وليس من
المستساغ ان يوصف أي شعب بالفسيفساء او باقة الورد وكأنه حالة خاصة ، فكل شعوب
العالم تضم قوميات واديان مختلفة ولا ينبغي ان تطغى الهويات الفرعية على الهوية
الوطنية العامة الجامعة ، كي لا يحدث التناحر والتدابر والجدال ومن ثم الوصول الى
مرحلة الاقتتال والتقسيم للبلد ..  وهذا
مايريده الاعداء تحقيقا لمبدأ فرق تسد.
فقد يؤذي
المتعصبون للهويات الفرعية القومية والدينية والمذهبية  الوطن نتيجة تصرفاتهم العدوانية تجاه ابناء
بلدهم أكثر مما يستطيع ان يفعله الاعداء.
ان اساس بناء
الدولة هو الهوية الوطنية الجامعة للشعب والتي لها الأولوية في الولاء ، مع
الاعتزاز بالهويات الفرعية لمكونات الشعب .
نينوى بريس