نينـوى بريـس

logo

Ninawa Press

 

محاضرة في مجلس اسر وعوائل الموصل بعنوان - أواصر تماسك المجتمع


يسار الدرزي

بحضور نخبة من عمداء الاسر الموصلية وممثليها وعدد من الأدباء والنقاد ، احتضن مجلس اسر وعوائل الموصل ، مساء امس الاربعاء ، محاضرة بعنوان ( أواصر تماسك المجتمع) القاها الاستاذ الدكتور ( زياد ناطق العبيدي ) تناول فيها العديد من المحاور التي ارتكز عليها الدين الاسلامي الحنيف في تعزيز التكافل الاجتماعي وترسيخ التعايش بين المسلمين وغيرهم من اهل الاديان الأخرى والاحسان اليهم .    

ورحب الاستاذ ( قتيبة محمد اغا) رئيس المجلس بالحضور ، وبين اهمية دراسة عناصر القوة في المجتمع وتعزيزها وتحديد السلبيات لتجاوزها .

وفي مقدمة تمهيدية حول موضوع المحاضرة ، قال الاستاذ (يسار الدرزي) الناطق باسم مجلس أسر وعوائل الموصل ، ان : الفرد هو الأساس المكون للأسرة ، والاسرة هي لبنة بناء المجتمع ، فاذا صلح الفرد صلحت الأسرة وصلح المجتمع.. لذا توجه الاسلام إلى بناء المجتمع بتقوية العلاقات بين الفرد واسرته برعاية الوالدين لأبنائهم وببر الابناء  لوالديهم وبتقوية العلاقة بين أفراد المجتمع بتعاون الجميع على البر والتقوى وعدم التعاون على الاثم والعدوان ، وبالتكافل الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء ، وبالامر بالمعروف والنهي عن المنكر .  

واضاف : لاحظنا عبر التاريخ أن تفكك المجتمع وانهياره يؤدي إلى انهيار الدولة ، حتى قال أحد المؤرخين الغربيين أن اهم سبب في انهيار الإمبراطورية الرومانية هو ان ابناء المجتمع الروماني فقدوا سبب عظمة اجدادهم .. بل قد تنهار الدولة ولكن المجتمع يبقى قويا فالرومان احتلوا اليونان بقوتهم العسكرية لكن اليونان اسروهم بثقافتهم وفلسفتهم ، والمغول اجتاحوا البلاد الإسلامية لكن اسلم الكثير منهم.

من جانبه ، قدم الاستاذ الدكتور (زياد ناطق العبيدي) شرحا مهما حول نظرة الاسلام الى العوامل والاسس التي يقوم عليها المجتمع والعلاقات الاجتماعية التي تسهم في تماسكه ، ومنها :

1.التآخي - اول خطوة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر على المدينة هو آخى بين المهاحربن والانصار، قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(الحجرات: 10) فالأخوة تسهم في تحقيق الوحدة والمَنَعة للمسلمين؛ وازالة الفوارق القائمة على المستوى الاجتماعي والاختلاف الطبقي عملاً بقول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بيْنَ أَصَابِعِهِ).

2.التعايش بين المسلمين وغيرهم من اهل الاديان الأخرى والاحسان اليهم ماداموا غير محاربين للمسلمين ، قال تعالى : (  لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (الممتحنة :8)

3.المحبة - الحب بين الناس يولد الاحترام والتعاون وهو نتيجة الايمان ، قال صلى الله عليه وسلم :  ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم ). وافشاء السلام واطعام الطعام تزيد من المحبة والالفة بين الناس

4.التكافل الاجتماعي - التكافل في الإسلام ، يمثل فكرة متقدمة ، تتجاوز مجرد التعاون بين الناس ، أو تقديم أوجه المساعدة وقت الضعف والحاجة. ومبناه ليس الحاجة الاجتماعية التي تفرض نفسها في وقت معين أو مكان بعينه ، وإنما يستمد التكافل الاجتماعي في الإسلام مبناه من مبدأ مقرر في الشريعة ، وهو مبدأ الولاية المتبادلة بين المؤمنين في المجتمع ، يقول الله تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .( سورة التوبة ، الآية 71). ومن صور التكافل الاجتماعي الزكاة والصدقة ونفقة الاقارب الفقراء على الاقارب الاغنياء واحكام الديات في القتل الخطأ وغيرها.

5.العدل - هو إعطاء كل صاحب حقٍّ حقّه؛ دون إفراطٍ ولا تفريط، وهو وضع الشيء في الموضع الذي أمر الله -تعالى به أن يوضع، لأنّه -سبحانه- يعلم بما يصلح الكون وما يُناسب كل أحد فيه،ولأهميّة العدل فقد بعث الله -سبحانه الرسل لإقامة القسط بين الناس؛ أي العدل، قال تعالى-: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ).

واختتمت المحاضرة بمناقشات ومداخلات من الحضور وطرح العديد من الأسئلة الهادفة التي اسهمت في إثراء موضوع المحاضرة بمزيد من المعلومات والتفاعل .  

نينوى بريس






اخبار ذات صلة