محاضرة بعنوان (أثر التراث الموصلي والعراقي على بلاد المغرب العربي ) في مجلس اسر وعوائل الموصل
المهندس /
يسار الدرزي
بحضور نخبة من
عمداء الاسر الموصلية وممثليها واساتذة جامعيين واثاريين ، القى الأستاذ الدكتور (احمد
قاسم الجمعة ) الاربعاء 1 اب / اغسطس 2024 ، محاضرة بعنوان: ( أثر التراث الموصلي
والعراقي على بلاد المغرب العربي ) في مقر مجلس اسر وعوائل الموصل .  
وفي مستهل اللقاء
، رحب السيد ( قتيبة محمد اغا ) رئيس مجلس اسر وعوائل الموصل بالسيد المحاضر
وبالدكتور (محمد عفين) عميد كلية الاداب و بالحضور من عمداء الاسر الموصلية
وممثليها الكرام ، وتولى مهام ادارة الجلسة ، حيث أشار الى  اهمية تعزيز الوعي التاريخي بالاطلاع  على تأثير التراث العراقي عامة والموصلي خاصة
على البلاد العربية والاجنبية .
من جانبه ،
ذكر المهندس (يسار الدرزي) الناطق باسم مجلس أسر وعوائل الموصل ، أن الهوية هي ما
يميز المكان ، والمكان بالمكين ، أي بالشعب الذي يضع بصمات معمارية وفنية و فكرية
وتراثية تميزه عن غيره ، فنينوى عمرها ثمانية الاف سنة وكان لأهلها نتاجات حضارية
في مجالات متعددة وبالتأكيد أثرت وتأثرت بالبلدان التي كانت حولها.
وفي معرض
المحاضرة  ، اشار الأستاذ الدكتور :(احمد
قاسم الجمعة  ) الى اللبس بين مفهومي التراث
والاثار في الكتابات التاريخية الحديثة ، واكد ان الاثار هي النتاج المادي حصرا ، بينما
التراث هو النتاج المادي والمعنوي  وهو
مائتي سنة فما دون بينما الاثار هي مائتي سنة فأكثر، والاثار ترتبط بالتراث بعلاقة
مكوكية ، وهناك اشياء اثارية وصلت الى تراثنا مثل الانجانة المخصصة لغسل الملابس
هي موجودة من العهد السومري من الرخام وقد وصلت الينا ، وتعد من التراث ومن ثم
انقرضت.. وهناك اشياء تراثية مع مرور الزمن ستتحول الى اثار .
 وفي بلاد المغرب العربي ومنها  تونس هناك اقتباس لطرز معمارية آشورية مثلا
تغليف الانطقة الجدارية الداخلية للبيوت التراثية والطابوق المزجج ..وهم يعتقدون
انها اثار عمرانية رومانية الأصل وقد انتقلت الى تونس .
وفي عهد
الخليفة هشام بن عبد الملك عين عبيد الله بن الحبحاب الموصلي واليا على شمال
افريقيا فأخذ معه الكثير من الصناع والبنائين فنشروا طرز العمران الموصلية هناك من
زخارف وغيرها ، وينسب اليه بناء جامع الزيتونة عام 116 هـ وهو ثاني الجوامع التي
أقيمت بإفريقية بعد جامع عقبة بن نافع بالقيروان.
 وهناك قبائل قيسية وبني هلال هاجر عدد من
افرادها الى تونس واستقروا فيها وهم يتكلمون بحرف (القاف) مثل اهل الموصل .. وهناك
مشتركات كثيرة بين تونس والموصل حتى كان لديهم جامع النبي جرجيس ولكنه ازيل في
الخمسينيات من القرن الماضي.
وفي العصر
العباسي  في عهد هارون الرشيد نقل طرز
معمارية  إسماعيل بن يوسف النحوي الملقب
بالزجاج الى تونس وهي موجودة الان في جامع القيروان .
الى ذلك ، تبادل
الحضور مع الأستاذ الدكتور (احمد قاسم الجمعة ) جملة من الاراء والايضاحات التي
أغنت المحاضرة وعززت موضوعها المهم الذي تضمن
معلومات قيمة حول مراحل تطور وانتقال النتاج الحضاري الموصلي والعراقي الى بلاد
المغرب العربي .
نينوى بريس