نينـوى بريـس

logo

Ninawa Press

 

محاضرة في مجلس أسر وعوائل الموصل حول الوشائج المعمارية والثقافية والروحية بين فلسطين والموصل


المهندس (يسار الدرزي) الناطق باسم مجلس أسر وعوائل الموصل

على قاعة مجلس أسر وعوائل الموصل ، القى الأستاذ  الدكتور  ( عامر الجميلي )  ، الثلاثاء 3 ايلول / سبتمبر 2024 ، محاضرة بعنوان ( الوشائج المعمارية والثقافية و الروحية بين فلسطين والموصل في ضوء المصادر التأريخية ) وبحضور نخبة من عمداء الاسر الموصلية وممثليها واساتذة جامعيين واعلاميين ومهندسين.

ورحب السيد ( قتيبة محمد اغا ) رئيس مجلس اسر وعوائل الموصل بالسيد المحاضر و بالحضور من عمداء الاسر الموصلية وممثليها الكرام   ، حيث بين بأن الموصل ذات دور حضاري وداعم للقضية الفلسطينية منذ القدم ، وذلك لأن اهل الموصل اصحاب عز وعلم وشجاعة وغيرة .

وفي السياق ذاته ، ذكر المهندس (يسار الدرزي) الناطق باسم مجلس أسر وعوائل الموصل أن في ظل الاسفاف القيمي والتصحر الفكري الذي يلقي بظلاله القاتمة على عصرنا الحالي .. على الأمة ان تستحضر دروس التاريخ ، لتعمق فهمها لهويتها ولتحافظ على خصوصيتها التي تميزها عن غيرها.. فعندما نقول اننا أمة هذا يعني ان هناك وشائج وعلاقات عقائدية وثقافية وفنية واجتماعية تربطنا ببعضنا  .

واليوم سنتحدث عن انموذجين  لشعبين رائعين صامدين كانا مدار احاديث التاريخ وامجاده عبر العصور عاشا في مدينتين مباركتين هما القدس والموصل.  

من جانبه إستهل الأستاذ  الدكتور : ( عامر الجميلي ) محاضرته بالقول :  لعل من المناسب أن يُسَلَّط الضوء على هذه النشاطات والتعرف عليها حتى تتضح الوشائج الحضارية التي ربطت بين القدس والموصل ، وحتى تبين مكانة القدس عند المواصلة وفي وجدان كثير من الأقاليم الإسلامية ، مما يشكل رداً صادحاً بالحق عن مكانة القدس عند العرب والمسلمين ، مما تصرُّ الرواية و السياسةالإسرائيلية على إنكاره ، وتحاول الحطّ من مكانة القدس و الإدعاء بأن مكانةالقدس في الوجدان الإسلامي تخضع لعملية رَدّ فعل وأنها ليست متأصلة في النفوس و لا هي قديمة . 

اشتمل الحديث في المحاضرة على عدة محاور هي :

1- الحضور الفلسطيني في المدونات والنصوص المسمارية والحوليات الملكية الآشورية والمخلفات الفنية الآشورية ( مسلات ومنحوتات جدارية )

2 - العلاقات الروحية والعقائدية المسيحية بين القدس والموصل ( كنيسَتيّ مار توما في القدس ومثيلتها في مدينة الموصل أنموذجاً  )

3 - مكانة القدس في نفوس أهل الموصل وشواهد من مآثرهم  ومساهماتهم العسكرية والمعمارية والفنية في العصور العربية في العصور الوسطى الإسلامية ( العهد الزنكي - الاتابكي وفترة حروب الفرنجة ( حاكم الموصل عزالدين مسعود الثاني بن قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي وإرساله لسرية نَفّاطين مواصلة عددهم 30 متخصصين برمي القار والنفط الأسود والنار بالمنجنيق ، وكذلك إرساله لمجموعة من المعماريين المواصلة لتحصين اسوار القدس بعد تحريرها في معركة حطين خشية من عودة الفرنجة إليها مرة ثانية وقد احتفروا خندقاً ومكثوا ستة شهور على نفقة اتابك الموصل عزالدين مسعود وقد شكر السلطان صلاح الدين الايوبي هذا الصنيع لحاكم الموصل في رسالة كتبها العماد الكاتب الاصفهاني بيده ) ، والعصرين المملوكي - الإيلخاني ) - التحف المعدنية البرونزية كالشمعدانات المهداة لإنارة المسجد الأقصى والمحفوظة حالياً في المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى .

ولا ننسَ منبر صلاح الدين الأيوبي ، وهو منبر خشبي أمر ببناءه الملك العادل نور الدين زنكي الموصلي ، حاكم دمشق الشام سنة 563 هـ ليضعه في المسجد الأقصى بعد أن يقوم بفتح المدينة. وقد صنع هذا المنبر في دمشق بواسطة أمهر الحرفيين من دمشق وحلب. وبالفعل نقل هذا المنبر إلى القدس بعد فتحها على يد صلاح الدين الأيوبي بعد أن فتح القدس فأمر بنقله ونصبه في المسجد الأقصى حيث خطب عليه قاضي دمشق محيي الدين بن الزنكي خطبة الجمعة بعدما غابت عن المسجد حوالي 90 عاماً هي فترة الاحتلال الصليبي

وأحرق منبر صلاح الدين على يد يهودي متطرف اسمه مايكل دينس روهن الأسترالي حينما حاول إحراق المسجد الأقصى بتاريخ 1969م

و تمت عمليات ترميم هذا المنبر في الأردن وعند انتهائه نقل منبر صلاح الدين من الأردن إلى القدس بعد خمس سنوات من أعمال الترميم التي جرت في جامعة البلقاء الأردنية للفنون التقليدية بمدينة السلط ، والتي قام بها خبراء في مجال الترميم وإعادة البناء. يذكر أنه يوجد نسخة أخرى من المنبر موجودة في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل .

ولأهل الموصل أيادي بيضاء أخرى لمدينة القدس ، منها المدرسة الدينية السّلّامِيّة الموصلية الشافعية لمؤسسها التاجر الموصليّ إسماعيل أبو الفدا مجد الدين السلّامِيّ الموصليّ ( قرية السلاميّة تقع جنوب شرقي الموصل ) ، وهذه المدرسة تقع على بعد أمتار من رباط المسجد الأقصى .





اخبار ذات صلة