لمن ستؤول الشقق اليابانية بالموصل..ومن سيقيم فيها ؟
في مواجهة المحنة التي ألمت باهالي الموصل خلال سيطرة تنظيم داعش الارهابي وفي الايام التي اعقبت تحريرها من براثن هذا التنظيم ؛ قدمت العديد من الدول مساعدات متنوعة بهدف تعزيز التعافي من اثار الدمار الذي لحق بالمدينة ، وكان لدولة اليابان مبادرات استثنائية على الصعيد الانساني تمثلت بإنشاء العديد من المشاريع الخدمية ، من بينها نذكر استجابة اليابان الطارئة لبناء مجمع سكني للعائدين من النزوح والمعروف حاليا بمشروع القرية اليابانية في الموصل الذي افتتح يوم الاثنين الماضي الموافق 22 أيلول 2025 وبحضور السفير الياباني في العراق " أكيرا إندو" .
استجابة اليابان للنداء الانساني بقضية النازحين
العائدين وهم في ذروة الحاجة الى المأوى .. اسهم في اعلاء شأنها في سجل الانسانية
، ونامل بان
تذهب شقق القرية اليابانية لمستحقيها ، وان لا تستغل من قبل الميسورين وسماسرة
العقارات للمتاجرة بها او استثمارها في المنافع الخاصة ، او توزيعها وفق
المحسوبيات والانتماءات الحزبية والشخصية ، والاهم عدم جعلها اداة بيد المرشحين
للانتخابات لغرض كسب الأصوات الانتخابية على غرار ماحدث مع مخصصات الرعاية
الاجتماعية التي جُيّرت لصالح نواب البرلمان من خلال حصر ترويج معاملات المستفيدين
بتزكية من هؤلاء النواب بهدف رفع رصيدهم الجماهيري وكسب الاصوات الانتخابية لضمان
فوزهم في الدورات الانتخابية القادمة.
وكشف مصدر مطلع بان بلدية الموصل ستتولى إدارة المجمع
ويجري حاليا اختيار العائلات التي ستُقيم في الوحدات السكنية ، بناءً على معايير
الضعف واعتبارات أخرى لضمان تكافؤ الفرص ، وبهذا ستؤول مسؤولية إدارة المجمع
لبلدية الموصل بالكامل ، مما يضعها امام اختبار صعب بشان المفاضلة بين المتقدمين
للحصول على شقة ، وربما ستواجه ضغوطا محتملة من جهات متنفذة دخلت المنافسة في
الانتخابات البرلمانية والتي ستسعى عبر وسطائها الى الاستفادة من هذا المجمع
باعتباره يوفر مادة دسمة لكسب الاصوات الانتخابية على غرار مسعى بعض المرشحين
للانتخابات الى استغلال العلاج المجاني للمرضى الفقراء الذي تقدمه " عيادة
الموصل الخيرية " وإجبار القائمين عليها على استقبال المرضى المرسلين من
قبلهم بدون حجز مسبق ، مما ادى الى زيادة الضغوط على إدارة العيادة التي قررت
اغلاقها الى مابعد الانتخابات .
وصمم مجمع القرية اليابانية وفق احدث التقنيات التي
تراعي الاستدامة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من الإجهاد الحراري
من خلال تقنية الطلاء العاكس للشمس (طلاء ميراكول) لخزانات المياه والجدران
وتزويده بأنظمة الطاقة الشمسية التي تُشغل الإضاءة للمرافق العامة ، ويضم المجمع
48 وحدة سكنية ، موفرًا حلولًا سكنية لحوالي 350 عائلة ، وسيستفيد منه حوالي 10
الاف مواطن .   
وفي وقت سابق رصدت اليابان والعديد من الدول والمنظمات
الدولية الكثير من المعونات المالية والاغاثية للنازحين ، وبفضل هذه المعونات التي
قدمت بدافع انساني خالص ، تم انقاذ الاف النازحين ، وهناك ايضا اسماء وشخصيات
اعلامية واجتماعية قدمت وبشكل طوعي الكثير للنازحين وعلى نفقتها الخاصة .. وفي
المقابل هناك احزاب كانت قد أثرت ثراءً فاحشاً من المال العام ، لكنها لم تغث النازحين
بشيء يذكر ، والمحزن المضحك ان بعض اقطاب حكومة نينوى قاموا بسرقة المنح والتبرعات
المخصصة للنازحين دون ان يضعوا اي اعتبار للقيم الانسانية والاخلاقية .
نينوى بريس