مسرح الأنترنيت .. يفتح افاق جديدة للفنان المسرحي الموصلي
يبدو ان انكفاء الحركة المسرحية في محافظة نينوى لم يعد
حدثا منفصلا عن مجمل الاحداث الجسام التي يمر بها العراق والتي ادت الى انحسار
النشاط الابداعي المجتمعي على كافة الصعد ، ولعل خشبة المسرح العراقي هي الاكثر
تضررا من سواها في سلم المنكوبين بهذه الاحداث ، ليس لكونها تقع في اخر اهتمامات
الحكومة والمواطن وانما هي في الاساس معتلة الوجود ، كونها لاتمتلك ارضية تربوية
تبدأ من المراحل الدراسية الاولى التي تستهدف تلاميذ الابتدائية وتثقفهم بالمعارف
المسرحية التي تجتمع فيها الدراما والفن التشكيلي والتصميم ...
ومسرح الأنترنيت هو مشروع جديد تم تدشينه مؤخرا برعاية
مسرح "سوفريميني" الروسي في موسكو تحت عنوان "الدكتور تشيخوف"
نسبة الى الكاتب الروسي تشيخوف ، وهدفه عرض مسرحيات عبر الانترنيت تتناول احداث
الروايات والقصائد التي كتبها تشيخوف ، وقالت مديرة قسم الشؤون الأدبية في المسرح،
يفغينيا كوزنيتسوفا ، " إن الممثلين في المسرح يسعون إلى الحفاظ على التواصل
مع المشاهدين على خلفية القيود التي فرضتها بلدية موسكو على إقامة الفعاليات
الاجتماعية والثقافية التي يحضرها أكثر من 50 مشاهدا ".
بحسب التجربة الروسية يعتمد مسرح الانترنيت على اسلوب
الاداء الفردي "المونودراما " في تقديم النص وهو يندرج ضمن اساليب
المسرح التجريبي التي تقوم على اداء ممثل واحد يسرد الحدث عن طريق الحوار او
الاستعانة بديكور بسيط او بعدد من الممثلين ، ولكن عليهم أن يظلوا صامتين خلال
العرض .
في الواقع ان مسرح الانترنيت يجسد فكرة مبسطة عن العرض
المسرحي من حيث استبدال ادوات وجمهور المسرح التقليدي المحدود بفضاء افتراضي يضم
جمهورا اوسع لايرتبط بمكان وزمان محددين ، بل ويفتح افاق اكثر فاعلية للتواصل
والابداع على كافة الصعد ، لاسيما على صعيد اكتساب المزيد من الخبرات والتجارب
المبتكرة في البناء الدرامي والتمثيل والاخراج المسرحي غير المكلف ، ومثل هذه
التجربة ينبغي ان يلتفت اليها الفنان المسرحي الموصلي لتدعيم حضوره على الساحة
الابداعية ، والاستغناء عن وسائل المسرح التقليدية المكلفة التي تقدمه للجمهور ؛ واستبدالها
بادوات رقمية .
رئيس التحرير/ محمد الظاهر
نينوى بريس
