نينـوى بريـس

logo

Ninawa Press

 

البطالة تفاقم مواجع الفقراء في مدينة الموصل


يبلغ عدد سكان الصين أكثر من مليار وأربعمائة مليون نسمة ، ورغم مواردها المحدودة ، تمكنت رسمياً من القضاء على الفقر بعد انتشال نحو 100 مليون صيني من حالة العوز والحرمان ، لكن تطبيق مثل هذه التجربة الطموحة في العراق لانتشال عدد اقل بكثير من فقراء الصين ؛ ربما يصطدم بوجود معادلة عكسية نادرة الحدوث في مكان اخر ، ومفادها ؛ ان العراق كلما ازدادت ثرواته ونمت عائداته يزداد فيه عدد الفقراء !. وهذه المفارقة هي ليست حالة طارئة في العراق ، فقد وردت الاشارة الى مدلولاتها في قصيدة "انشودة المطر" للشاعر الكبير بدر شاكر السياب قبل اكثر من نصف قرن ، وجاء في بعض ابياتها : ويهطل المطرْ، وكلَّ عام ـ حين يعشب الثرى ـ نجوع : ما مرَّ عامٌ والعِراق ليس فيه جوع .   

في مدينة الموصل ، تتمدد مظاهر الفقر والبطالة بشكل مريع ، حيث تضيق سبل العيش امام الفئات المعدمة ، وفي هذا المنظور ، يكفي ان نشير الى احصائية تثير التندر والسخرية عن واقع البطالة المتفشية بين الخريجين من حملة شهادات البكالوريوس الذين قدموا اوراقهم للحصول على وظيفة ضمن قانون الامن الغذائي الذي خصص لمحافظة نينوى 1000 درجة وظيفية فقط ، وبراتب شهري 300 الف دينار ، لكن عدد المتقدمين لهذه الوظائف بلغ اكثر من 100 الف خريج ، وهذا دليل على انعدام فرص العمل واتساع رقعة البطالة بشكل غير مسبوق ، مما ينذر بكارثة اجتماعية واقتصادية ، تحتاج الى حلول ومتابعة جادة . 

عدد الخريجين العاطلين عن العمل ربما يشكل نسبة ضئيلة بالمقارنة مع الفئات المعدمة التي تقف على عتبة الفقر أو دون خـط الفقر ، فهؤلاء يعيشون خارج دائرة الضوء ، ومعاناتهم المركبة لايمكن اختزالها بالطعام فحسب ، فلائحة احتياجاتهم تشمل كل شيء تقريبا من الحاجة الى التعليم والصحة والملبس والمسكن الى الامن والحماية من اشكال العنف والممارسات اللاانسانية بحقهم .

رئيس التحرير / محمد الظاهر

نينوى بريس 




اخبار ذات صلة