نينـوى بريـس

logo

Ninawa Press

 

حديث مع النعيمي حول الخط العربي وموقعه في منظومة الثقافة الإسلامية


حديث مع النعيمي حول الخط العربي وموقعه في منظومة الثقافة الإسلامية

نينوى بريس تعيد نشر اللقاء الذي اجرته مع الخطاط محمد موسى النعيمي رئيس قسم الخط والزخرفة في معهد الفنون الجميلة ، في جريدتها الورقية العدد 11 الصادرة عام 2013 /  حاوره رئيس التحرير / محمد الظاهر .   

تتعدد آراء الباحثين حول اصول فن الخط العربي ومراحل تطوره وهناك الكثير من البحوث والدراسات التي تؤكد بان انتشار الخط العربي اقترن مع تطور فن الزخرف الاسلامي ليكون ملازما له في تزيين المساجد والقصور واطلق على هذا الفن في المصطلحات الحديثة فن الارابيسك الذي استمد من اشكاله ورموزه العديد من فناني الحداثة في تشكيل لوحاتهم الفنية وكان في مقدمتهم الفنان الفرنسي "ماتيس" .   

ويقول النقاد والباحثون ان الخط العربي هو فن وتصميم متجدد ومتعدد الاساليب والجماليات انطلاقا من ان " الكتابة باللغة العربية تتميز بكونها متصلة مما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب " ، وبفضل هذه الميزة يقول النقاد اصبح لهذا " الفن قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة، وتستخدم في أدائه فنيا العناصر نفسها التي تعتمدها الفنون التشكيلية الأخرى، كالخط والكتلة، ليس بمعناها المتحرك ماديا فحسب بل وبمعناها الجمالي الذي ينتج حركة ذاتية تجعل الخط يتهادى في رونق جمالي مستقل عن مضامينه ومرتبط معها في آن واحد " .

ومع انتشار الخط العربي المطبوع عام 1915 اتسعت دائرة استخدام هذا الفن ليدخل في جميع المرافق والمباني العامة والاواني وغيرها مما اكسبه قيمة فنية عالية.. وفي مراحل لاحقة اعتمد فن الخط العربي في مناهج التربية الفنية في العراق ليكون مادة مستقلة تدرس في المعاهد والمدارس الى جانب الفنون الاخرى ، وتشكل مدينة الموصل احدى اهم المراكز الابداعية في مجال هذا الفن .

وللتعرف على جانب من فن الخط العربي في الموصل اجرينا لقاء مع الخطاط محمد موسى النعيمي رئيس قسم الخط والزخرفة في /معهد الفنون الجميلة للبنين في الموصل ، ليقدم لنا نبذة عن حياته وفنه ومسيرته الابداعية مع الخط  ، كما حدثنا عن بعض المحطات التاريخية لهذا الفن ، قائلا :   

*  ان فن الخط العربي هو جزء مهم في منظومة الثقافة والحضارة العربية والإسلامية وكان العراق و مازال البلد الاول في ميدان الخط العربي وخير شاهد ودليل على ذلك ظهور خطاطين في العصر العباسي وما قبله في العراق وازدهار العلوم والثقافة والفنون والادب في ذاك العصر فظهر الوزير ابن مقلة الخطاط العراقي المعروف وبعده ظهر ابن البواب وبعده ياقوت المستعصمي وهؤلاء الثلاثة هم ائمة الخط العربي في العراق ، تلاهم خطاطون اخرون يشار اليهم بالبنان وهم اعلام معروفون قدماء ومعاصرون وكان من المعاصرين المرحوم هاشم محمد البغدادي الخطاط الذي يعد تاج بغداد وسراجها الوهاج الذي انارت انامله بحروف اضاءت مساجد وجوامع بغداد .

اذن فالعراق في مقدمة الدول التي ظهر فيها هذا الفن العريق وانتشر من خلال التلامذة الى بقية الدول العربية كدول الخليج التي ازدهر فيها الخط عن طريق خطاطين عراقيين وكان ابرز هولاء الدكتور الخطاط صلاح الدين شيرزاد اما بالنسبة لمدينة الموصل فقد ظهر فن الخط العربي في وقت مبكر بفضل الله ثم بفضل رائد النهضة الخطية في مدينة الموصل الاستاذ الكبير يوسف ذنون الموصلي والذي ذاع صيته في كل دول العالم العربية منها والاجنبية ، فاذا ذكر الخط العربي في الموصل ذكر الاستاذ يوسف ذنون الذي بفضله نشر هذا الفن ليس فقط في الموصل او العراق فحسب وانما اوصله هو وتلامذته الى ارجاء اخرى من العالم وقد اثبتوا بذلك حضورا فنيا كبيرا في المحافل الدولية والمسابقات العالمية لفن الخط العربي وهم بذلك برهنوا على ان مدينة الموصل تصنف من الحواضر العربية والاسلامية الاولى في مجال الخط العربي .

في هذا الخصوص لابد من الاشارة الى موضوع مهم الا وهو المدرسة او النهج الذي نسير عليه ففي مطلع دراستنا لفن الخط العربي كنا نسير على القاعدة الموصلية التي ارساها استاذنا يوسف ذنون ثم بعدها على الطريقة البغدادية للاستاذ المرحوم هاشم محمد البغدادي ثم تحولنا الى اسلوب المدرسة العثمانية المشهورة والمتداولة حاليا في جميع العالم العربي والاسلامي والسبب يعود في ذلك الى المسابقات العالمية في فن الخط التي يقيمها مركز الابحاث في اسطنبول كل ثلاث سنوات فمن شروط المسابقة ان تكتب اللوحات والخطوط وفق الطريقة العثمانية واساليبها ، وبناء على هذه الشروط تم توحيد منهج الخطاطين في العالم ضمن اسلوب المدرسة العثمانية للخط . 

ان تاثري بالاستاذ يوسف ذنون تزامن مع بدايتي مع فن الخط العربي عام 1977 وحدث هذا اثناء تجوالي في شارع النجفي بالموصل عندما وقعت عيني على حزمة مؤلفة من قلم خط ومحبرة مع 6 سلايات باحجام مختلفة .. فبدات اخط به خط الرقعة والديواني وبدون معلم ومع الممارسة تعلمت الكثير عن الخط وعندما انتقلت الى المرحلة المتوسطة هيا الله تعالى لي مدرسا للتربية الفنية الاستاذ سالم عبدالهادي كان خطاطا بارعافراى خطي فاخذني الى المرسم واعطاني كراسة للخط هي خلاصة خط الرقعة للاستاذ الكبير يوسف ذنون مكونة من اربعة اوراق فدرست على يديه خط الرقعة وخط الديواني وخط النسخ وبدايات خط الثلث وكانت الدراسة في اماكن ثلاثة الاولى في المتوسطة خلال السنة الدراسية وكنت حينها في متوسطة الضواحي للبنين في منطقة الفيصلية وحاليا حولتها السلطات الامنية الى معتقل (تسفيرات للمعتقلين) اما المكان الثاني فهو جمعية التراث العربي الواقعة في ساحة صقور الحضر التي كانت ملتقى للخطاطين اما المكان الثالث فهو مدرسة الزهراء في باب الجديد والتي كانت تقام فيها الدورات الصيفية المجانية سنويا وبعد انتقالي الى المرحلة الاعدادية عرفني استاذي سالم عبد الهادي على الاستاذ الخطاط والباحث المعروف باسم ذنون الموصلي رئيس شعبة الخط العربي والزخرفة في مديرية النشاط المدرسي كنت اتردد على زيارتة يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع مما مكنني من مراجعة خط الرقعة والديواني والنسخ والثلث واستمرت علاقتي به حتى الان فكان عونا ومعينا لي في رحلتي الفنية  كما درست فن الزخرفة والتوريق والتذهيب على يد الاستاذ المبدع طالب العزاوي .

وخلال مسيرتي الفنية كان لي مشاركات في جميع معارض ومسابقات ومهرجانات وفعاليات الخط العربي التي تقيمها تربية محافظة نينوى ومديرية النشاط المدرسي وشاركت في مهرجان بغداد العالمي الاول والثاني وقد بيعت احدى لوحاتي في مهرجان بغداد العالمي الاول عام1986 وشاركت في معارض جمعية الخطاطين العراقيين/فرع نينوى وجمعية التراث العربي ونقابة الفنانين العراقيين/ فرع نينوى كما شاركت في مهرجان دار السلام الاول والثاني عام 1994 وفي مهرجان الحضر عام 1994 وشاركت في مهرجان اربيل الاول والثاني عام 1998 وفي عام 2000 شاركت في المسابقة القطرية الاولى والثانية الخاصة بجمعية الشبان المسلمين/المركز العام بغداد لفن الخط العربي وشاركت ايضا في المسابقة الخاصة بخط مصحف دولة قطر عام 2002 واقمت معرضا مشتركا مع زملائي عندما كنت طالبا في الكلية كما اقمت معرضا مشتركا في معهد الفنون الجميلة مع اساتذة قسم الخط والزخرفة وفي مناسبات عديدة شاركت في جميع المسابقات الدولية التي اقامها مركز الابحاث في تركيا منذ عام 1986 واخرها كان عام 2013 .

ان تعلقي بفن الخط العربي دفعني الى تدريس مجاميع من الطلبة ومن كلا الجنسين مجانا خصوصا في الدورات الصيفية المجانية التي تقيمها مديرية النشاط المدرسي كما تخرج على يدي المئات من الطلبة من خلال تدريسي في معهد الفنون الجميلة للبنين الدراستين الصباحية والمسائية ومنذ عام 1998 وحتى الان حصلت على العديد من الجوائز ودروع الابداع والمداليات والشهادات التقديرية وكتب الشكر والتقدير ومن جهات مختلفة وكرمت من وزير التربية بدرع الابداع.

                                                     ****

الخطاط محمد موسى النعيمي من مواليد الموصل عام 1962 اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية فيها ، ثم اكمل دراسة الجامعية في كلية الشريعة /جامعة بغداد وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة عام 1987 حاليا مستمر في عمله كرئيس لقسم الخط والزخرفة في /معهد الفنون الجميلة للبنين /نينوى ، عضو جمعية الخطاطين العراقيين / فرع نينوى عضو جمعية الخطاطين العراقيين / المركز العام بغداد عضو نقابة الفنانين العراقيين /فرع نينوى عضو نقابة الفنانين العراقيين/المركز العام بغداد عضو نقابة المعلمين /فرع نينوى ، متزوج وله ثلاثة اولاد وبنتان اكبرهم سنا حارث في الصف الثالث في معهد الفنون الجميلة /قسم الخط والزخرفة وحسان في الصف الاول في نفس المعهد .

نينوى بريس




اخبار ذات صلة