الاعلامي قيس البكدلي يدعو صحفيي نينوى الى مجاراة التطور في الاعلام الرقمي
في اطار
متابعة واقع الصحافة والاعلام في محافظة نينوى ؛ سلط الاعلامي قيس البكدلي مدير
تحرير وكالة نينوى بريس الضوء على اهم المسارات الوظيفية للصحافة والاعلام
وأدائهما المهني ودور الصحافة في ظل التطورات المحيطة التي تشهدها المحافظة ، وحول
هذا الموضوع نوجز رؤيته بما يلي :
لاشك ان
محافظة نينوى مازالت تفتقر الى صحافة مستقلة تعيد بناء رؤية اعلامية وفق متطلبات
العصر والديمقراطية والحفاظ على الهوية الذاتية ، وفي هذا الخصوص يعاني الاعلام في
نينوى من عدم قدرته على الاستفادة من التطورات في وسائل الاعلام في احداث التغيير
او تقديم رؤية جديدة للاعلام تجتذب فضول المواطن وتلبي كل احتياجاته المعنوية
والمادية ، فمواضيع مثل حقوق الإنسان والتنمية والفنون والبيئة وغيرها لم تحظ باهتمام
تستحقه ، حيث تعمد اغلب وسائل الاعلام وتحديدا في نينوى الى الاهتمام بالاعلام
التشريفي دون ان تخلق رؤية عامة تأخذ في الاعتبار كل التطورات المحيطة وتتماشى مع
روح العصر والانفتاح التي يشهدها العالم.
وفي هذا
الاطار يغيب الاعلام المستقل وتغيب معه الصحافة الاستقصائية التي ترتبط به ارتباطا
وثيقا ، اذ لا يوجد لدينا صحافة تتابع عمل الدوائر او التحري عن تعطل المشاريع او
تدقق في ملفات الفساد .. واغلب مايكشف من ملفات فساد يعود الى اجتهاد المسؤولين
المعنيين بالامر وليس للصحافة دور في هذا الشان ، ولاشك ان مايجري من ممارسة
اعلامية وصحفية تشكل في غالبها رؤية تابعة لجهات متنفذة ، همها الوحيد هو ايصال
ماتريد ايصاله للجمهور ، واحيانا يكون جمهورها محدود وهي بالتالي لاتقدم صورة
متكاملة عن دور الصحافة في البناء والثقافة والنقد وتحريك الوعي السياسي الجماهيري
.
فالارتقاء
ببرامج التنمية ونجاح الدولة في تقديم الافضل للمواطن هو عمل يشترك فيه الصحفي
واحيانا يكون صاحب الاولوية فيه ، وبهذا يكون الصحفي جزءا من المسؤولية في صناعة
القرار شرط أن يمارس عمله بما تمليه عليه أخلاق المهنة وقواعدها وهذا الجزء المهم
من المهنة غالبا مايدفعه الى الصدام مع جهات القرار ، خصوصا اذا اخذنا بنظر
الاعتبار ان مفهوم الصحافة لايقبل القسمة على اثنين اما مستقل او غير ذلك ، وهو
مايضع الصحفي في موقع مغاير لتوجهات المؤسسة التي يعمل فيها واحيانا تعمد العديد
من المؤسسات الإعلامية والصحفية الى إنهاء عمل الصحفيين معها بسبب مواقفهم التي
تنأى عن السياسة المرسومة لتلك المؤسسات ، علما ان المؤسسات التي تمثل الصحفيين في
نينوى لم تقدم للوسط الصحفي ما يستحق الذكر ، وكذلك لم يبرز دورها خلال الاعوام
التي نشط فيها الارهاب في استهداف الصحفيين .
الى جانب ذلك
يعاني الوسط الصحفي والاعلامي من ضعف في المهارات الفنية والإلكترونية التي ينبغي
ان يمتلكها الصحفي لادراة عمله واثبات وجوده ضمن اتساع رقعة المنافسة بين العاملين
في مجال الصحافة وهي الادوات التي تمنح الصحفي القدرة على مجاراة التطور في العصر
الرقمي ، الى جانب ذلك هناك اسباب وعوامل تسهم في زيادة الضغط ، حيث تعرف الصحافة
بـ "مهنة البحث عن المتاعب" ولانجاح العمل الصحفي يتطلب ذلك ركوب المخاطر
واستنزاف الطاقات بدرجة كبيرة فإن البحث عن الحقيقة ضمن الظروف الاقتصادية
والسياسية المتدهورة التي نعيشها في نينوى تجعل الصحفي يعيش في حالة مستمرة من
الترقب والتوتر ، اذ أن الصحفيين كثيراً ما يضطرون إلى إنجاز واجبهم المهني في
أصعب الظروف وأكثرها استثنائية .
ولاشك أن هناك
مجموعات من الاعلاميين والصحفيين في نينوى ذات اتجاهات مختلفة فى صناعة الإعلام ،
لكن مهما اختلفت تلك الاتجاهات تظل هناك اولويات مشتركة هدفها تحقيق رؤية جديدة
للإعلام تكون أداة فعالة للمساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية نحو
الازدهار والتقدم .
  نينوى بريس