بيوتات في الموصل تتحول الى معتقلات لذوي الامراض العقلية كبديل عن المصحات
في محافظة
نينوى ومنذ تاسيس الدولة العراقية لم يخصص فيها حتى الان قطعة ارض لبناء مصح لإيواء
ذوي الاعاقة العقلية والنفسية الذين تزايد عددهم في المجتمع بشكل ملحوظ  في الأعوام الاخيرة نتيجة الضغوط الاقتصادية
والاجتماعية والامنية خاصة خلال فترة احتلال تنظيم داعش الارهابي لمناطقهم ؛ والذي
نتج عن ممارساته اللاإنسانية ؛ مظاهر ونماذج مختلفة من المصابين بالأمراض النفسية
والاختلال العقلي الذين نصادف بعضهم في شوارع الموصل بأشكال وصور مأساوية لا تلخص
بالضرورة حقيقة العدد الكلي الذي يقبع خلف جدران البيوت التي اوصدت ابوابها لمنع
هروبهم الى الشوارع ، حيث تحرص الكثير من العوائل على تهيئة اقفاص او غرف محكمة
الاقفال في بيوتهم لعزل المصابين بالأمراض العقلية كبديل عن المصحات . وفي ظل هذه
الاجراءات اصبح من الصعب انشاء قاعدة بيانات رسمية تعني بالمرضى النفسيين
والمختلين عقليا .
وقع العراق
على اتفاقيات عديدة خاصة بحقوق الانسان من بينها الاتفاقية الدولية لحماية حقوق
الأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2006 وهي مكتملة الاركان القانونية من حيث انها تلزم
الاطراف الاعضاء ببناء وتأهيل مستشفيات لايواء المتخلفين عقليا ولذوي الاعاقة
العقلية الذين لا راعي لهم سوى الله وبعض اصحاب الضمير الذين آمنوا بانتمائهم
للاسرة الانسانية وترفعوا عن الانخراط في منظومة الفساد التي استحوذت على جميع
مقدرات البلاد. 
في المنظور
الحقوقي والمجتمعي تتحمل حكومات نينوى المتعاقبة المسؤولية الكاملة عن معاناة ذوي
الامراض العقلية والنفسية الذين لايمكن لهم الاستمرار دون وجود رعاية ممثلة بحكومة
وطنية تؤمن بالقيم الانسانية وملتزمة بواجباتها في معالجة قضايا المجتمع وتسهر على
توفير وادامة البنية التحتية للخدمات العامة التي ينبغي ان يخصص جزءا منها لهؤلاء
المرضى الذين هم بامس الحاجة الى بناء مصح يرعاهم ويشرف على شفاءهم او على الاقل
يحمي انسانيتهم كما هو معمول به في بقية الدول التي تحترم شعوبها . 
وفي هذا
الاتجاه ، لابد ان تعي الحكومة المحلية لمحافظة نينوى مسؤوليتها تجاه ذوي الامراض
العقلية والنفسية ؟ وتتقدم ببناء مستشفى لهم كبادرة انسانية تفاخر بها امام العالم
وكمنجز يعد الاول من نوعه في تاريخ محافظة نينوى التي لم يبن فيها حتى الان مستشفى
او مصح واحد لايواء وعلاج هؤلاء المرضى .
ولاشك ان الجهة
المتطوعة لانشاء مثل هذا المشروع سوف يضاعف رصيدها الانساني على الصعيدين المحلي
والدولي ، وتحقق انجازا تاريخيا غير مسبوق .