نينـوى بريـس

logo

Ninawa Press

 

كتاب سقوط الافكار..مدخل الى تشخيص ونقد المفاهيم المغلوطة بحق المراة


أجمعت منظمات نسوية وهيئات حقوقية على ان المرأة العراقية لازالت تعاني من الصور النمطية في فهم حقوقها ومكانتها الاجتماعية ، فرغم التشريعات والنصوص القانونية المناهضة لكل اشكال التمييز ضد المرأة والدعوة الى تحقيق المساواة ؛ الا ان تطبيق هذه القوانين على ارض الواقع لايزال يصطدم بالكثير من المظاهر والممارسات التي تتعارض مع رغبتها وايمانها بقضية تحررها من وطأة بعض العادات والتقاليد الاجتماعية السلبية ، وهي بالتأكيد مجموعة المظاهر والعوامل التي حالت دون بلوغ اهدافها في المساواة والحقوق مع الرجل او تكون شريكا فاعلا معه في بناء وتنمية المجتمع . 

وفي هذا السياق ، تسلط الشاعرة الموصلية " سجى النعيمي " في كتابها " سقوط الأفكار " الضوء على مجموعة من الموروثات والمفاهيم الشائعة التي جرى استيعابها بشكل خاطئ ، الى جانب تشخيص التناقضات التي يعيشها الفرد بين الخطاب السياسي والمشهد الحقيقي ، اضافة الى التحقيق في مظاهر الهيمنة الذكورية واثرها على المجتمع والمراة بشكل خاص .

وفي حفل توقيع كتابها المذكور ، قالت النعيمي لشبكة 964 ، إنها : تناولت في الكتاب القضايا الاجتماعية والسياسية والدينية بطريقة ساخرة غير منتقصة ، ويجمع بين النصوص السردية والشعرية في مزيج ينهض على الصراحة، ويقوم على مواجهة الواقع الاجتماعي العربي دون مواربة .

واضافت : كتبت هذا العمل على مدى عام ، في فترات متقطعة ، لكن روحه بقيت متصلة بعمق بتجربتي الشخصية وبما يعيشه الفرد داخل المجتمع الشرقي ، وتمتاز نصوص الكتاب بتنوعها بين النقد الحاد والسخرية اللاذعة من مفاهيم شائعة جرى استيعابها بشكل خاطئ عبر الزمن ، وتنطلق هذه النصوص من واقع ملموس، لا تجميل فيه ولا تصنّع ، فهي نصوص حقيقية تستلهم من الحياة اليومية وتعيد تشكيلها بمنظور أدبي خاص.

وتابعت النعيمي : ما يمنح الكتاب فرادته في الساحة الأدبية ، هو تلك القدرة على فرض حضوره سواء ككتابة سردية أو كنبرة شعرية مع حفاظه على هويته الأنثوية الجريئة التي ترفض الانصياع لهيمنة النسق الذكوري.

وبينت بان : الكتاب يتطرق لموضوعات سياسية بأسلوب ساخر يوضح مفارقات الواقع، ويكشف التناقضات التي يعيشها الفرد بين الخطاب السياسي والمشهد الحقيقي، ويتناول أيضاً قضايا دينية أُسيء فهمها أو توظيفها عبر الزمن، مع طرح قراءة أقرب إلى الوعي، دون تهجم، بل بروح نقدية بناءة تهدف إلى تصحيح المسار وإعادة النظر في الكثير من الموروثات.

تعليقا على هذا الحدث ، قال عضو مجلس المركزي للاتحاد الأدباء الشاعر " سعد محمد "  : الإصدار تطرق لمظلومية المرأة من العادات والتقاليد والأعراف والمفاهيم المغلوطة في الدين التي وقعت المرأة ضحيتها، لذلك عبرت النعيمي عن هذه المفاهيم دون المساس بقدسية الأديان والعادات الأصلية وكانت ذكية في تناولها.

واوضح محمد بان : النصوص كانت ما بين النثر والخواطر وهي الخطوة الأولى لها بعالم الكتابة وكانت انطلاقة صحيحة.

واضاف محمد: من الجيد أن يبدأ الكاتب بهكذا إصدار يشمل على نصوص، ولجوء المرأة للكتابة هو أمر ممتاز ولكن من المهم أن يكون لها استمرارية.

وتعد سجى النعيمي البالغة من العمر 27 عاما أصغر شاعرة بالساحة الموصلية حاليا ، وكتاب " سقوط الأفكار " هو اول نتاجاتها الأدبية ، وبلغت عدد صفحاته أكثر من 120 صفحة ، ووقعت النعيمي الإصدار في مؤسسة ملتقى الكتاب ، في المجموعة الثقافية بمدينة الموصل وبحضور عدد من الشعراء والأدباء ، وقدمها الشاعر وعضو مجلس المركزي للاتحاد الأدباء سعد محمد.

وبدأت موهبة النعيمي في الكتابة قبل 13 عاماً عندما كانت طالبة في المرحلة المتوسطة ، وانطلقت آنذاك بكتابة الشعر الشعبي ، ورغم انشغالها بدراستها في كلية التقنيات الطبية وعملها في مجال التحليلات المرضية ، استطاعت النعيمي أن تدخل عالم الأدب من بوابة السرد والنثر، مقدمةً معالجة متوازنة للقضايا المختلفة دون الانتقاص من القيم أو العادات المجتمعية.

وافادت النعيمي لموقع " يلا " بان بداياتها كانت مع الشعر الشعبي، إلا أنها وجدت في السرد باللغة العربية الفصحى مساحة أوسع للتعبير وجمهوراً أكبر للتفاعل، مشيرةً إلى أن إصدارها القادم سيتضمن مجموعة من القصص القصيرة الحقيقية التي جمعتها من الحياة اليومية وعلى ألسنة أصحابها.

ولم يقتصر نشاط النعيمي على المجال الأدبي، إذ تمتلك طبقة صوتية مميزة أهلتها لتقديم عدد من الأعمال الإعلانية، كما أصبحت وجهاً إعلامياً لعدد من المراكز الطبية ، واكدت في حديثها لموقع " يلا " على طموحها في دخول مجال الإعلام المهني والأكاديمي مستقبلاً، إلى جانب مواصلة مشوارها الأدبي وتطوير تجربتها السردية.

نينوى بريس




اخبار ذات صلة