تراجع الاهتمام باليوم العالمي لذوي الاعاقة في نينوى
لاتوجد في محافظة نينوى مؤشرات على الاهتمام باليوم
العالمي لذوي الاعاقة الذي مر في صمت دون ان تلتفت اليه وسائل الاعلام او الجهات
المعنية بقضايا المعاقين ، وكأن نينوى لم يعد فيها الالاف من ذوي الاعاقة العقلية او
الجسدية الذين يتصدرون المشهد اليومي بعكازاتهم او بكراسيهم المتحركة .
من الصعب وصف
الصورة الكاملة عن معاناة الالاف من ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة نينوى ،
الذين لايمكن لهم الاستمرار دون وجود رعاية ممثلة بحكومة وطنية تؤمن بالقيم
الانسانية وملتزمة بواجباتها في معالجة قضايا المجتمع وتسهر على توفير وادامة
البنية التحتية للخدمات العامة التي ينبغي ان يخصص جزءا منها لهؤلاء المعاقين
الذين يدخل في عدادهم ايضا اولئك الاطفال والنساء والرجال الذين بترت اطرافهم خلال
تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الارهابي ، ويتراوح عددهم ، بحسب احصائية نشرتها
صحة نينوى في اكتوبر عام 2018 . بين 4 و5 الاف حالة ، يضاف اليهم  فئة من المعاقين عقليا الذين تزايد عددهم بشكل
ملحوظ في الأعوام الاخيرة ، نتيجة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والامنية
المستمرة ، ومع غياب المصحات والمستشفيات المختصة بإيوائهم يتعرض هؤلاء
المرضى  لظروف مهينة لإنسانيتهم ، حيث تضع
الجهات الحكومية المعاقين عقليا في ذيل اهتماماتها الانسانية والخدمية التي هي
بالأساس مازالت في ادنى درجاتها . 
احتجاجا على
هذه الاوضاع ، شكا العديد من المعاقين من وجود ظروف إجتماعية سيئة تسهم في زيادة
مشاكلهم ، مؤكدين ان معاناتهم مازالت قائمة ومستمرة وفي مقدمتها الفقر وقلة
المخصصات المالية وغياب البيئة السليمة والمناسبة في التأهيل والتعليم والعمل
والدمج الإجتماعي وضعف الحماية القانونية وعدم توافر الرعاية الصحية المناسبة لهم
، فضلا عن ضعف التضامن والمساندة التي يتلقونها من الجهات المختصة بشؤون المعاقين . 
كما عبر
العديد من المعاقين عن استيائهم من الصمت العام تجاه معاناتهم ومطالبهم التي
مازالت تلاقي الاهمال من المجتمع والدولة على حد سواء ، منتقدين التقصير في رعاية
العجزة والمسنين والمكفوفين والمعاقين وتلبية احتياجاتهم وتوفير الخدمات اللازمة
لهم ، ومنحهم كافة حقوقهم في العيش الكريم ، بل واحترام انسانيتهم ومعاملتهم
بالعدل والمساواة وفق التشريعات والقوانين التي اقرها الدستور العراقي .
في سياق
مشاريع البناء في محافظة نينوى ، ينبغي ان تعطي الحكومة المحلية الاولوية للقضايا
الانسانية التي تدخل في صميم مسؤولياتها ولاتقل اهمية عن المشاريع الخدمية الاخرى
، ولابد من تذكير الجهات المعنية بالمعاقين بوجوب الالتزام بأحكام "
الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة " التي وقع عليها العراق
عام 2006 وتعهد بموجبها مراعاة المعاقين في المنظور الحقوقي والمجتمعي والصحي .
واليوم
العالمي لذوي الاعاقة الذي يحتفل به العالم في 3 كانون الاول من كل عام ، هو يوم
خصص من قبل الأمم المتحدة منذ العام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة ، وزيادة
الوعي بحقوقهم .
رئيس التحرير
/ محمد الظاهر
نينوى بريس