انتعاش السياحة السوداء في مدينة الموصل
بخلاف السياحية
التقليدية المتعلقة بزيارة الجزر والشواطئ المشمسة أو المواقع الأثرية ، نشات
سياحة جديدة يطلق عليها "السياحة السوداء" أو الحزينة ، وهي تلك السياحة
التي تشمل زيارة مواقع شهدت إبادة جماعية أو أماكن حروب او كوارث طبيعية ، وما
شابه ذلك .
ومثل هذا
النمط من السياحة بات يزدهر بإطراد في مدينة الموصل التي ارتبط اسمها بالدمار والموت
والمآسي الإنسانية خلال سيطرة عصابات داعش الارهابية عليها في السنوات الماضية ،
مما جعلها مقصدا سياحيا يتوافد عليه السُياح من مختلف البلدان للاطلاع على مشهد
الدمار وتوثيقه عبر التصوير او اعداد البحوث والتقارير الصحفية ، وغير ذلك من الاهتمامات
الشخصية لكل سائح.
هذا الى جانب
الزيارات المنتظمة لمواقع الدمار من قبل رؤساء وسفراء دول ومشاهير الفن مثل
الممثلة العالمية انجلينا جولي.
ولاتقتصر السياحة
السواد في مدينة الموصل على الوافدين من الخارج ، وانما شملت زيارات مستمرة من
ابناء محافظات عراقية اخرى ، في حين اصبح مشهد الدمار مادة ملهمة للشعراء والمؤرخين
والرسامين والموسيقين من ابناء الموصل انفسهم ، بل وحتى لمصممي الازياء الذين اتخذوا
من مشهد الانقاض مسرحا لعرض الازياء الانيقة والاكسسوارات باشكالها المختلفة ، وهي
تجربة جديدة اضفت على العرض طابعا دراميا كونه ارتبط بدلالات المكان وفضاءاته المحطمة
.  
وفي هذا
الاتجاه ، أقامت أكاديمية رواد الفن مؤخرا ، فعالية للرسم الحر والمباشر او التجمع
الفني المعروف باسم "سمبوزيوم"  وبمشاركة
15 فناناً من الجنسين ، محترفين ومبتدئين وهواة ، حيث رسموا الواجهة النهرية
الشهيرة وما تضمه من بيوت قديمة ومعالم تراثية ، وهي مبادرة تهدف الى التذكير بحجم
الماساة التي لحقت بالموصل واهلها ، وكذلك  " إيصال رسالة إلى المسؤولين بضرورة
الإسراع في إعادة اعمار هذه المنطقة التي أصبحت واجهة سياحية لما يعرف
"بالسياحة السوداء" بحسب تصريح الفنان رائد قاسم مدير اكاديمية رواد
الفن .
نينوى
بريس