عمال التحشية في سد الموصل يضربون عن العمل احتجاجاً على عدم صرف مخصصات مالية متوقفة منذ أشهر .. وادارة السد تنفي الخبر
 
نقلت صحيفة
الشرق الاوسط ، اليوم الخميس 4 تموز ، عن مصادر من داخل سد الموصل ، أن عمال
التحشية أضربوا عن العمل احتجاجاً على عدم صرف مخصصات مالية متوقفة منذ أشهر.
وكشف المصدر ،
إن قسم التحشية توقف عن عمله منذ أمس الاربعاء في سد الموصل ونظموا وقفة احتجاجية
صباح اليوم أمام نفق السد للمطالبة بصرف مستحقاتهم المتوقفة منذ ما يقارب 6 اشهر.
وأضاف، أن
"العشرات بين موظف دائم وعقد يعملون على تحشية سد الموصل بمرتبات تتراوح بين
200 و 260 ألف دينار عراقي إلا أن مخصصات الخطورة والإطعام وأخرى متوقفة منذ 6
أشهر".
وتابع المصدر،
بالقول إن الرواتب "لا تتناسب وحجم الأشغال الخطرة والشاقة التي يقوم بها
العاملون في التحشية"، لافتاً إلى أن "استمرار توقف التحشية يشكل خطورة
على وضع السد الذي يتطلب التحشية بشكل يومي منذ تأسيسه في ثمانينات القرن
الماضي" .
من جانبها
هددت ادارة السد العمال المضربين بفصل المتعاقدين منهم ونقل الموظفين الدائمين إلى
مواقع أخرى، في حال لم ينهوا إضرابهم ويعودوا إلى أعمال في حقن السد.
ومع ذلك، أكدت
المصادر أن التهديد لم يثنِ العمال عن إضرابهم، وأنهم يتجمعون أمام بوابة السد
الخارجية منذ ليلة الأربعاء.
ردا على صحيفة
الشرق الاوسط ، نفت إدارة سد الموصل، اليوم الخميس 4 تموز ، توقف أعمال التحشية
لركائزه، مشيرة إلى أن العمل مستمر دون توقف مطمئنة بأن الوضع في المنشأة العملاقة
جيد، وذلك رداً على تداول أخبار حول إضراب العاملين هناك لعدم استلام أجورهم منذ
أشهر.
وقال حاتم طيب
فتحي مدير مشروع سد الموصل لشبكة 964 ، نطمئن المواطنين أن السد بوضع جيد وخزينه
جيد ووضعه العام جيد جداً ولا مشاكل تذكر.
واضاف ، لا
تصدقوا الشائعات.. أنا مدير سد الموصل ونضخ الأسمنت 24 ساعة ، مبينا ، بان أعمال
التحشية تجري بشكل مستمر ومنسق وبثلاث وجبات عمل مع أعمال الصيانة وكذلك مراقبة
السد على مدار 24 ساعة وبأحدث المنظومات.
من جانبه قال
، احمد خالد إبراهيم معاون مدير سد الموصل: أقف الآن من موقع العمل في سد الموصل،
والعمل يجري على قدم وساق ، ولا صحة لما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي حول توقف
العمل في تحشية السد.
ويعد سد
الموصل أكبر خزانات العراق المائية، لكنه مبني على أساسات من الجص ويتطلب حقنا
منتظما للإسمنت لملء التشققات في هيكله.
يقول خبراء إنه
حال انهيار السد - وهذا ما لا يتمناه أحد - فإن ما يقدر بنحو 600 ألف متر مكعب من
المياه في الثانية ستتدفق نحو نهر دجلة، الذي يستطيع تحمل صرف 3500 متر مكعب من
المياه فقط، ما يعني حدوث طوفان هائل في المناطق التي يمر بها الماء. كما ذهب
الخبراء إلى أن وصول أول موجة فيضان للمياه المتدفقة للموصل من الممكن أن تستغرق 3
ساعات فقط، وهذه الفترة غير كافية لاتخاذ الإجراءات الاحتياطية والاحترازية لذلك
الأمر.
ومن الممكن أن
تغرق مدن بكاملها، مثل الموصل وتكريت وسامراء وحتى أطراف العاصمة العراقية بغداد،
الأمر الذي يُهدد حياة ملايين البشر الذين يقطنون فيها، ناهيك عن الخسائر المادية
والأضرار الاقتصادية التي من الممكن أن تحل بجميع القطاعات على جميع المستويات
اقتصادياً وأمنياً وغيرهما.
 وفي أبريل (نيسان) الماضي، أكد العراق أن سد
الموصل لا يعاني أي أضرار نتيجة موجة الأمطار الأخيرة، ونفى "معلومات
مضللة" عن أن سلامة المنشأة باتت مهددة، في حين تحدّث رئيس الجمهورية عبد
اللطيف رشيد، عن أن العران بصدد " إنشاء سدين لتقنين الاستهلاك والاستفادة من
كميات الأمطار ".
وبدأت مشكلة
سد الموصل بعد الانتهاء من إنشائه عام 1986 عندما بدأت عمليات تقوية الأسس عبر
التحشية عن طريق الحقن بالكونكريت وبشكل يومي بسبب تآكل الأرضية التي أنشئ عليها
والتي تعتبر غير صالحة لإنشاء السدود عليها، وتعتبر عملية التحشية هي التي مكنت من
المحافظة على جسم السد والمنشآت الملحقة به لغاية الآن.
نينوى بريس