نينـوى بريـس

logo

Ninawa Press

 

ساعي البريد في الموصل تراث اجتماعي وهوية ثقافية لاتندثر


ساهمت التحولات التكنلوجية في الاستغناء عن الكثير من الوظائف ، وفي المقابل ادت الى ولادة وظائف جديدة تعتمد على " أتمتة " الأعمال ، اي استبدال العمال بالآلات في بعض المهن والصناعات والاستغناء عن الايدي العاملة او انحسار الحاجة اليها ، مثل مهنة ساعي البريد التقليدي الذي كان قبل عقدين بمثابة حلقة الوصل بين الناس ، لكن ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها العديدة في العقد الاخير ، ابعدته عن المشهد بعد ان استغنى الكثير من المراسلين عن خدماته ، لكنه وبخلاف بعض العاملين في المهن الاخرى لم تندثر الحاجة اليه في مجال نقل الطرود البريدية المادية التي يتعذر نقلها عبر تطبيقات التواصل الالكتروني .

في فرنسا على سبيل المثال لا الحصر ، بدأ واقع سعاة البريد يتغير بصورة جذرية بسبب ثورة الاتصالات، وانخفض حجم البريد الذي توزعه مؤسسات البريد بنسبة ٥٠٪ خلال العقد الأخير بسبب انتشار البريد الإلكتروني، وأصبحت مهمة ساعي البريد تقتصر على توزيع المراسلات الرسمية والفواتير والطرود بينما غابت الرسائل الشخصية تماما ، حيث دفعت هذه المتغيرات الى انتحار 50شخصا من العاملين في هيئة البريد الفرنسية بسبب ظروف العمل وطرق الإدارة السيئة التي تطبقها الهيئة منذ عقد من الزمان.

وفي مدينة الموصل اوشك الناس على نسيان ساعي البريد التقليدي ، لاسيما خلال سيطرة تنظيم داعش الارهابي الذي عزل الموصل عن العالم الخارجي واعادها الى حياة القرون الوسطى ، لكن وبعد طرد هذا التنظيم بدا المجتمع يتعافى وعاد كل شيء تدريجيا الى وضعه الطبيعي ، وكان من ابرز الشواهد على انتظام الحياة اليومية ، ظهور ساعي البريد وهو يتجول بين الازقة بدراجته الهوائية وبزيه الرسمي المعروف الذي  يعيد الى الاذهان صورة من صور الزمن الجميل وذكرياته .

نينوى بريس 




اخبار ذات صلة