نينـوى بريـس

logo

Ninawa Press

 

شتان مابين كلاب الموصل المطاردة وكلاب المانيا المخدومة


أعلن محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل، عن تخصيص مبالغ مالية لدعم حملة ميدانية شاملة لمكافحة ظاهرة انتشار الكلاب السائبة في أحياء مدينة الموصل، والتي ستنطلق رسمياً اليوم الأحد ، وعلى الارجح سوف تستخدم الفرق المكلفة بمكافحة الكلاب الضالة اساليب الابادة الجماعية بدلا من الامساك بها ونقلها الى مجمعات للحيوانات السائبة كما هو معمول به في معظم الدول او حتى في مدينة اربيل التي خصصت مؤخرا مساحة مسيجة لجمع هذه الكلاب ، ومثل هذا الخيار غير متوفر حاليا في محافظة نينوى ، لذلك سوف تعيش الكلاب السائبة ايامها الاخيرة معنا  ولا نصير لها سوى منظمات الرفق بالحيوان التي ستكتفي باصدار بيانات الاحتجاج دفاعا عنها. 

الاطراف المستفيدة من قرار مكافحة الكلاب السائبة في مدينة الموصل هم المواطنون بالدرجة الاولى ، الذين اصبحوا في مأمن من هجماتها المباغتة ، اما الطرف الاخر فهي القطط السائبة التي ستحتفل بنتائج هذه الحملة ضد عدوها اللدود المتربص بها دائما وابدا ، والاهم من ذلك اننا لن نشهد بعد الان ثلة من الكلاب الهائجة وهي تطارد قطة مذعورة في الشوارع ؛ فتدفعها الى تسلق شجرة او النط على سياج او الاحتماء باي شيء تجده مناسبا لدرء الخطر عنها .   

قرار مكافحة الكلاب السائبة يمنح القطط حرية التنقل والتجوال بسلام الى اجل غير مسمى ، لتقتات من خشاش الارض او من القمامة التي ستكون من حصتها دون منافس ، باستثناء جيوش الفقراء الذين لايهتمون لوجودها لانشغالهم في نبش المزابل بحثا عن الخردة لبيعها للمتعهدين ، واحيانا ياكلون من هذه المزابل مايجدونه صالحا للاكل .

وفق رؤية الاديان التوحيدية ؛ نجد ان الله فضل بني البشر على سائر المخلوقات بمنحهم صفة النطق وحسن العقل والموهبة ، وحاباهم بالعطاء والسلطة على الارض ، ومقابل هذه النعم وضع قوانين الثواب والعقاب ليختبر افعالهم واعمالهم ... ، ولايجوز الاعتراض على مشيئة الله عندما باعد بين اوصافهم من ناحية اللون وتصميم الاجسام والاحجام والقامات ... ، وصولا الى التفرقة في مقاماتهم ومصائرهم ، فاختار ان يكون بينهم الفقراء والاغنياء والاغبياء والاذكياء والعبيد والاحرار... الخ .

هذا التفاوت في مصائر بني البشر يكاد ينطبق على سائر الحيوانات ومنهم الكلاب ، وعلى سبيل المثال ، هناك كلاب مخدومة من البشر الذين يسهرون على رعايتها ويقدمون لها ما لذ وطاب من المأكل ، ومنهم الكلب " جونتر السادس "، الذي يظهر في الصورة ، وهو من نوع "شيبرد " الماني ، يعيش حياة مترفة بعد ان انعم الله عليه بإرث بلغ 29 مليون دولار ، مع قصر مسجل باسمه ورثه عن المغنية الراحلة " ميدون " ، ليجعله أغنى كلب في العالم ، بخلاف الكلب العراقي الذي يظهر الى جانبه في الصورة وهو في وضع لايحسد عليه بعد ان تم الامساك به من قبل لجان مكافحة الكلاب الضالة ليحاكم على ذنب ربما لم يرتكبه .

مقابل الكلب " جونتر السادس " ومن على شاكلته ، هناك كلاب تعيش في الحضيض ، ومنهم كلاب العراق ومدينة الموصل خاصة الذين يواجهون اليوم حملة ابادة بسبب سلوكهم العدواني اتجاه الناس ، لذلك سوف تعيش الكلاب السائبة ايامها الاخيرة معنا ولا نصير لها سوى منظمات الرفق بالحيوان التي ستكتفي باصدار بيانات الاحتجاج دفاعا عنها ، وربما لن تعترض على هذه الحملة ، لاعتقادها ان موت هذه الكلاب افضل لها من حياة الذل والهوان بين بني البشر الذين لا تأخذكم رأفة أو شفقة بابناء جلدتهم من المشردين والفقراء ... ، فكيف سيكون الامر ازاء كلاب سائبة شاءت الاقدار ان تلقي بها في بقعة عدائية ، ان جاعت فيها لم يسال عنها احد ، وان ماتت فيها لم يحزن لها احد .

رئيس التحرير / محمد الظاهر

 نينوى بريس




اخبار ذات صلة