نينوى .. محاصيل زراعية ترمى في الشارع بسبب منافسة المستورد
في مواسم
الحصاد ، يعاني الفلاحون في محافظة نينوى من منافسة المحاصيل المستوردة التي تغرق
السوق المحلية بكميات كبيرة وباسعار زهيدة ، مما يؤدي الى تكدس المحاصيل المحلية ويدفع
اصحابها الى بيعها بأسعار لا تغطي تكاليف الإنتاج ، واحيانا يقوم الفلاحون بإتلافها
احتجاجا على غياب العدالة في منظومة التسويق
والتي تضعهم امام خيارات صعبة وخسائر كبيرة تثقل كاهلهم بالمديونية.
وفي هذا
السياق ، قام عدد من الفلاحين في قضاء سنجار بمحافظة نينوى مؤخرا ؛ بإتلاف منتجاتهم
الزراعية في الشوارع احتجاجا على تراجع أسعار شراءها الى الحدود التي لا
تغطي حتى اجور النقل ، وياتي ذلك وسط غياب الاجراءات الحكومية الفاعلة التي من
شانها تنظيم تدفق المستورد وفق احتياجات السوق لاسيما في اوقات حصاد المنتج المحلي.
ويرى خبراء
التسويق في المجال الزراعي ، بان الاعتماد على استيراد المنتجات الزراعية بدلا من
الإنتاج المحلي سوف يضعف الأمن الغذائي مستقبلا ، ويهدد استمرارية عمل الفلاحين
بسبب عزوفهم عن الزراعة ، مما يؤدي الى انخفاض الإنتاجية الزراعية وتراجع المساحات
المزروعة ، وهذا ينعكس سلبا على الثروة الحيوانية ومنتجاتها ايضا التي يقترن نموها
وتطورها بوجود الزراعة ، لذلك ينصح هؤلاء الخبراء بتوفير منظومة تسويقية منصفة للمنتجات الزراعية
المحلية عبر انشاء مصانع لتصنيع المنتجات الزراعية الفائضة وتخزينها ، ووضع الية
فعالة لتنظيم تدفق المنتجات الزراعية المستوردة بطريقة لا تتعارض مع مصالح
الفلاحين وتحويلهم من منتجين الى خاسرين بسبب اغراق السوق بهذه المنتجات التي
غالبا ماتكون غير صالحة للاستهلاك البشري .
نينوى بريس
