العنف الرقمي يتصدر حملة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
ركزت منظمة
الامم المتحدة في حملة عام 2025 الخاصة بـ " القضاء على العنف ضد المرأة "
على الانتهاكات في الفضاء الرقمي ، واكدت ان هذا العنف بات يتجاوز حدود المضايقات
أو الابتزاز عبر الإنترنت ، حيث تتعرض ملايين الفتيات سنويا للاستغلال والإساءة
الجنسية للأطفال عبر الوسائل الرقمية.
وقالت المنظمة
ان : العنف ضد النساء عبر المنصات الإلكترونية بات يشكل تهديدا خطيرا سريع التنامي
بهدف إسكات أصوات كثير من النساء ، ولا سيما اللواتي يتمتعن بحضور عام ورقمي بارز
في مجالات الصحافة والسياسة والنشاط المدني.
واضافت ، بان
اسباب تصاعد العنف الرقمي ضد النساء تعود الى هشاشة الضوابط التِّقانية ، وغياب
الاعتراف القانوني بهذا النمط من الاعتداء في بعض البلدان ، وإفلات المنصات
الرقمية من المساءلة ، وظهور أنماط جديدة سريعة التطور من الاساءات تُسهِم فيها
الأنظمة الذكية ، وسهولة التخفي أمام الضحايا .  
ودعت المنظمة
الى إنهاء العنف الرقمي ضد النساء والفتيات من خلال تعبئة جميع أفراد المجتمع
ومطالبة الحكومات بإنهاء الإفلات من العقاب من خلال تشريع القوانين التي تجرّم هذا
العنف ، كما دعت الشركات التقانية بضمان سلامة المنصات وإزالة المحتوى الضار الذي
تتعرض له النساء .
وتستمر حملة القضاء
على العنف ضد المرأة لمدة 16 يوما ، ابتداءً من 25 تشرين الثاني ولغاية
10 كانون الاول .
ظاهرة العنف
ضد المرأة في العراق لم تكن وليدة لأحداث طارئة ، وانما هي حصيلة عوامل واسباب
اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية لعبت دورا اساسيا في تقويض حقوق المرأة ، وهي
بالتأكيد مجموعة العوامل التي حالت دون بلوغ اهدافها في المساواة والحقوق مع الرجل
او تكون شريكا فاعلا له في بناء وتنمية المجتمع . 
وتضع القوانين
الدولية العنف ضد المرأة في خانة انتهاك حقوق الإنسان ... لذلك نظمت الامم المتحدة
حملة الـ 16 يوما لمناهضة هذا العنف ، وهي حملة سنوية هدفها التثقيف والتوعية فيما
يتعلق بالتعامل مع قضايا المرأة وادانة العنف الموجه ضدها ، والذي وصفته المنظمات
الدولية ، بانه " وباءً عالميا " ، حيث تعاني منه " أكثر من 70 في
المائة من النساء في حياتهن " لكن مثل هذا العنف كان اشد وطأة على المرأة في
المجتمعات التي تسودها مفاهيم وتقاليد رجعية 
تنتقص من مكانة المرأة وحقوقها . 
من المعروف ان
الآثار السلبية للعنف ضد المرأة تؤدي الى إعاقة التقدم في العديد من المجالات ،
وفي العراق مازالت وتيرة الظلم والاستغلال الذي تتعرض له المرأة ، هي الاعلى على
المستوى الاقليمي ، وذلك بسبب الاهمال المتعمد في معالجة الكثير من العاهات
الاجتماعية القائمة على اختلاف الجنس ، والتي تشمل بحسب تعريف الامم المتحدة
" الإكراه والتلاعب والتهديد بالعنف ، عنف الشريك الحميم ؛ والزواج المبكر
والقسري ؛ وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث أو بترها ؛ والاتجار بالجنس ؛ ووأد
الإناث ؛ وجرائم الشرف " . 
لكن من
الملاحظ ان ظاهرة العنف ضد المراة في العراق اخذت ابعادا جديدة في السنين الاخيرة
، خاصة مع انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، حيث تتعرض الكثير من النساء
شخصيا للعنف والابتزاز والتهديد على هذه المواقع .
عموما المرأة
العاملة التي تمتلك دخلا اقتصاديا يعيلها ، تكون اكثر استقلالية من سواها في اتخاذ
القرارات ومواجهة عاديات الزمن وتقلباته ، وهذا يعني ان العامل الاقتصادي يلعب
دورا ايجابيا في حماية انسانيتها وينأى بها عن دائرة التبعية للرجل ، فقد بيّنت
الدراسات أن النساء اللواتي يعشن في دوامة الفقر ، هن أكثر عرضة للاستغلال من
اشباه الرجال الذين يجدون السلوى في تعنيف المرأة .
نينوى بريس












