ممثلون فرنسيون احتلوا حيزا واسعا في ذاكرة المجتمع الموصلي
في سبعينيات القرن الماضي احتلت السينما مكانة فريدة في وعي وثقافة المجتمع العراقي ، باعتبارها واحدة من أهم وسائل الاتصال السمعي والبصري المحببة التي حلت محل الكلمة المطبوعة والأنواع التقليدية للفنون ، وكان المجتمع الموصلي اكثر تفاعلا وقتذاك مع ما تقدمه صالات السينما من افلام عربية واجنبية بمختلف اتجاهاتها الرومانسية والكوميدية ... ، ومنها الافلام الفرنسية التي احتلت مكانة متساوية في وعي الناس مع المسرح والأدب والموسيقى والفن التشكيلي .
وكان للممثلات والممثلين الفرنسيين في تلك المرحلة دورا مهما في صناعة سينما هادفة واكثر تشويقا من سواها القادمة من هوليود ومحافل اخرى ، خاصة على صعيد الافلام التي يغلب عليها الطابع الانساني وتقل فيها مظاهر العنف .
 وكان يتصدر تلك الافلام ممثلون مشاهير قل نظيرهم في السينما العالمية ، من حيث ان عروضهم ادت إلى تحسين صورة السينما الفرنسية وجعلتها اكثر تقدما على السينما الأمريكية في اطار التعبير عن الذات والقضايا المرتبطة بالحياة الإنسانية ، ومن بين هؤلاء الفنانين نذكر :
بريجيت باردو ، أودري تاتو ، جان بول بلموندو ، آلان ديلون ، جيرارد ديبارديو ، بيير ريتشارد ، لويس دي فنيس ، وغيرهم من الممثلين والمخرجين الذين حققوا شعبية واسعة بفضل مساهماتهم الابداعية في تقديم افلام رائدة تمكنوا في اثرها من خطف الاضواء على مدى سنين طوال في مهرجان "كان" السينمائي ، نسبة الى مدينة كان الفرنسية التي يقام فيها ، وهو من أهم واكبر المهرجانات السينمائية على الاطلاق ، حيث يقصده عدد كبير من السينمائيين من جميع أنحاء العالم .
هذه نبذة عن اهم محطات السينما الفرنسية واثرها في نقل الثقافة المحلية والتعريف بقيم المجتمع الفرنسي وتصوير المشاكل الأكثر إلحاحا في تلك المرحلة التي كانت فيها دور السينما بالموصل مزدهرة وتحظى باقبال واسع من جمهور لايبحث عن الترفيه فحسب ، وانما من اجل التواصل والتفاعل مع كل ما هو جديد على صعيد الفن السينمائي .
رئيس التحرير / محمد الظاهر
نينوى بريس