نينـوى بريـس

logo

Ninawa Press

 

بروتوكول عيد الحب في مدينة الموصل


اليوم وضمن الاستعدادات المبكرة لاستقبال عيد الحب  " فالنتاين " ، اقدم الكثير من المتحابين من ابناء محافظة نينوى على تبادل الهدايا احتفالًا بهذه المناسبة .

في عيد الحب ربما لا توجد فرصة أخرى على مدار العام لكسر الصور النمطية بين المتحابين عبر تبادل المفاجآت والهدايا غير التقليدية المخصصة لهذه المناسبة الدولية التي اخذ تأثيرها يتمدد في ادب ووجدان الشعوب وثقافتهم ، بما فيها المجتمعات المغلقة ، بينها المجتمع الموصلي الذي مازال يصارع في سبيل الانفتاح على قيم الحرية والجمال والحب ، ويكافح من اجل الخلاص من تركة الفكر السلفي التكفيري الذي جلبه تنظيم داعش الارهابي الى مدينة الموصل .

ومن المؤكد ان هذه المناسبة وجدت للتعبير عن كنه الحب ومفاهيمه المادية والروحية  ، ولا يمكن لأي مؤمن بالحب ان يخفي ميوله للاحتفال بهذه المناسبة او يتجاهلها لكثرة ما تزدحم به نوافذ وواجهات المتاجر المزينة بالقلوب والدببة الحمراء المبتسمة مع بطاقات الحب التي تسترعى اهتمام المارة لقراءتها .    

كما يوفر يوم الحب فرصة اخرى لأولئك المتحابين الذين سئموا التحيات التقليدية والزهور والحلويات لاستبدالها بأقفال الحب love locks المعروفة بـ " حلف الحب " او كما يسميه العشاق " بروتوكول الحب  " وهو تقليد سائد في انحاء المعمورة للتعبير عن الحب الأبدي والرابط الروحي الذي ترمز له الأقفال ، حيث يشبك العشاق على شرفة الجسر أقفالاً ويكتبون عليها أسماءهم ثم يرمون المفاتيح في النهر تعبيرا عن تعهدهم على البقاء معا الى الابد .

وفي الواقع تمثل اقفال الحب  تقليدا لا ينفصل عن عيد الحب " فالنتاين "  باعتبارها توثق لعلاقات الناس في بعدها العاطفي. 

وفي اعقاب تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الارهابي ، بدا المجتمع يتعافى تدريجيا من امراض وترسبات هذا التنظيم ، واصبح الشباب الموصلي ومن كلا الجنسين اكثر ثقة في التعبير عن مشاعرهم وخصوصياتهم من خلال اختيارهم للملبس وممارسة هواياتهم او حتى التحدث الى نصفهم الاخر الذي انقطع وصله خلال سيطرة داعش على المدينة .  

وفي ضوء تلك المستجدات شهدت الموصل رفع المحظور عن التواصل العاطفي بين الناس واخذت مظاهر الحب حيزا في حياة المتحابين او بتعبير اخر الحب العذري بين الجنسين ، ولان الله لم يحرمه فقد تسابق العشاق للاعلان عنه بصور وصيغ مختلفة منها الاستعانة باقفال الحب .     

لكن يبدو ان اقفال الحب التي زينت جسر الموصل القديم لفترة وجيزة ، لم تجد الترحيب في الاوساط المتشددة التي قررت ازالتها دون ان تقدم اي مبرر لهذا الفعل المشين ، ومن المرجح ان الفاعل ينتمي الى الاوساط التي سارت في خطى فقهاء الخرافة والضلال الذين عكفوا على صناعة التطرف والارهاب ومصادرة ‏الحريات العامة ‏ونشر مظاهر التخلف وتحريم مالم يحرمه الاسلام ، ومن المؤسف ان الجهات الاعلامية والرسمية  لزمت الصمت ولم يصدر عنها اي تعليق او ادانة.

 رئيس التحرير/ محمد الظاهر

نينوى بريس  




اخبار ذات صلة