مطالب شعبية للحد من ظاهرة عمالة الأطفال في نينوى
على مدار
السنوات الماضية نقلت وسائل الاعلام الكثير من القصص الميدانية عن اطفال معدمين
فاقدي احد الابوين او كلاهما دفعهم الفقر والعوز الى ترك مدارسهم والعمل في مهن
شاقة لا تتناسب مع اعمارهم ، وسبق أن حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة
"يونيسف" ، من تأثيرات ارتفاع نسب الفقر على أطفال العراق الذي بات يحتل
المرتبة الرابعة عربيا في عمالة الأطفال ، فيما اكدت إحصائية لوزارة التخطيط ، بان
نحو 1.1 مليون طفل عراقي محرومون من حقوقهم في التعليم والصحة  ، وفي إحصاءات سابقة ، قدرت مفوضية حقوق الإنسان
نسبة عمالة الأطفال بـ 2%، أي نحو 800 ألف طفل .
وتشكل عمالة
الاطفال في محافظة نينوى نسبة لايستهان بها ضمن هذه الارقام ، ولاشك ان هذه
الظاهرة كانت ماثلة قبل ظهور تنظيم داعش الارهابي ، لكنها اخذت منحنيات خطيرة مع
سيطرة هذا التنظيم الظلامي على محافظة نينوى مما وضع المحافظة امام اكبر موجة نزوح
في تاريخها حيث بلغ عدد النازحين مايزيد على مليون نازح يدخل في عدادهم مئات
الالاف من الاطفال الذين عاشوا الماسي بمختلف صنوفها في ظل فقدان الامن ومقومات
العيش والرعاية الضرورية التي كانوا يتمتعون بها قبل تهجيرهم من مناطقهم.
وفي استطلاع
لرأي الناس حول عمالة الاطفال في نينوى ، عبر العديد من المستطلعين عن استيائهم من
الصمت العام تجاه معاناة هؤلاء الاطفال الذين يدفعهم الفقر إلى ممارسة العمل الشاق
لإعالة اسرهم ، منتقدين ضعف التضامن الاجتماعي والمساندة التي يتلقونها من الجهات
المختصة وتجاهل الدولة لالتزاماتها في رعايتهم وانتشالهم من هذا الواقع المزري الذي
يتنافى مع كل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تحرم عمالة الاطفال .
في مثل هذا اليوم
12 حزيران/يونيو من عام 2002 اقرت منظمة العمل الدولية ( اليوم العالمي لمكافحة
عمالة الاطفال ) ، وتضمنت قرارات المنظمة دعوة الحكومات ومؤسسات أرباب العمل
والعمال والمجتمع المدني ، بالإضافة إلى ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم لإلقاء
الضوء على محنة الأطفال العمال وكيفية مساعدتهم.
وتتلخص اهداف
المنظمة في متابعة إنتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم ، واتخاذ التدابير الفعالة
للقضاء على السخرة وإنهاء الرق المعاصر والاتجار بالبشر لضمان حظر واستئصال أسوأ
أشكال عمل الأطفال ، بما في ذلك تجنيدهم واستخدامهم كجنود ، وإنهاء عمل الأطفال
بجميع أشكاله بحلول عام 2025". مبينة ان " هناك حاجة ملحة للعمل على
مكافحة ظاهرة عمل الأطفال وتجديد الالتزام العالمي بتحقيق هذه الاهداف " .
 نينوى بريس