الدول الغربية الثلاث الاكثر كرما في اغاثة اهالي الموصل
في مواجهة المحنة التي ألمت باهالي الموصل خلال سيطرة تنظيم داعش الارهابي وفي الايام التي اعقبت تحريرها من براثن هذا التنظيم ؛ قدمت العديد من الدول مساعدات متنوعة على الصعيد الانساني والامني والثقافي ايضا ، وهي مساعدات ليس من الانصاف التغاضي عنها لدورها في التخفيف من معاناة الناس ، وكانت اكثر هذه الدول كرما هي المانيا وفرنسا وهولندا ، يليها السويد وفنلندا وبريطانيا وايطاليا وامريكا واليابان والنرويج ، وغيرها من المنظمات الدولية ، الى جانب بعض الدول الاقليمية التي ساهمت بنسب متفاوتة في التخفيف من تداعيات النكبة التي مرت بها الموصل .
لكن مؤشر العطاء للدول الثلاث المذكورة اولا ؛ كان الاكثر سعة وحضورا على المستوى الميداني ، حيث سارعت المانيا الى تقديم مساعدات خدمية وانسانية عاجلة ، فيما ادت مساهماتها المالية دورا حيويا في اعادة اعمار البنى التحتية لمدينة الموصل ، فبعد شهر من تحرير المدينة من عصابات داعش ، تعهدت العاصمة الالمانية برلين بـ 100 مليون يورو لإعادة إعمار الموصل ، في حين قدّرت وزارة الخارجية الألمانية حجم المساعدات التي تقدمها برلين للإغاثة الإنسانية وإعادة الاستقرار في العراق خلال عام 2017 بنحو 150 مليون يورو .  
ومن انجازات المانيا الاخيرة في مدينة الموصل ، افتتاح مستشفى أبن الاثير للأطفال بسعة 260 سرير ، وذلك بعد أن تم إعادة تاهيلها وتجهيزها بأحدث الاجهزة الطبية ،اضافة الى مساعدات ومنح اخرى ، منها : افتتاح مبنى حضانة جامعة الموصل الذي أُعيد بنائه بعد تدميره بشكل شبه كامل وبدعم من بنك التنمية الألماني (KFW) ، وبحسب تصريح مكتب اعلام جامعة الموصل ، تم تأهيل المبنى وفق أحدث المواصفات العالمية .
وبالتزامن مع المساعدات الالمانية ساهمت فرنسا بجزء كبير من المساعدات الانسانية والمادية والثقافية في مشاريع اعادة الاعمار ، وعلى خطى فنلندا ؛ يعد قرار فتح قنصلية فرنسية في مدينة الموصل الذي سبقه افتتاح المعهد الثقافي الفرنسي في عام 2018 ، خطوة ايجابية كفيلة بجذب الاهتمام الدولي الى محافظة نينوى ، والمساهمة في فك عزلتها عن العالم الخارجي وفتح ابوابها لجميع الشركات والمنظمات والهيئات الدبلوماسية التي من شانها دعم عوامل الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي .
 فيما حملت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمدينة الموصل رسالة مهمة " لتقديم الدعم والأمل للموصليين الذين عانوا من احتلال عنيف وقمعي طيلة أربع سنوات كاد أن يمزق روح المدينة التي كانت لقرون بمثابة نقطة تحول ثقافي وديني ، اذ تعتبر الموصل من بين أكبر مدن العالم العربي وأكثرها أهمية من الناحية التاريخية " بحسب ما افادت به منظمة اليونسكو في العراق.
وفي سياق الاستنتاجات اكد بعض المراقبين بان زيارة ماكرون للموصل لا تقل اهمية عن زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس ؛ كونها تشكل حدثا تاريخيا داعما للموصليين بمختلف أطيافهم ، وتعزز في الوقت ذاته امكانية تحريك مشاريع الاعمار المعطلة ، خاصة بعد ان اعرب ماكرون عن استعداد بلاده لــ " بناء الفرص الاقتصادية " في المدينة .
 من جهتها  ساهمت هولندا ومنذ عام 2015، بأكثر من 107 مليون دولار أمريكي من خلال برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة والذي يشمل تأهيل البنى التحتية للخدمات ، إضافة إلى تخصيص 8.5 مليون دولاراً أمريكياً لإصلاح القطاع الأمني، مما يجعلها واحدة من أكبر المساهمين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.
وعلى صعيد محافظة نينوى ، شمل الدعم الهولندي اعادة تأهيل مراكز للشرطة ومبانٍ للمحاكم وللأمن الوطني في جميع أنحاء نينوى ، ومن خلال هذا الدعم ، عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على استكمال تأهيل ثلاث قاعات محاكم ومبنيين للأمن الوطني ، وأربعة عشر مركزاً للشرطة ، وأحد عشر مكتباً لمديريات الشرطة ، وبذلك يصل العدد الإجمالي لمؤسسات تنفيذ القانون التي تدعمها هولندا في نينوى ، وكركوك ، وصلاح الدين ، إلى 44 مؤسسة .
وفي اطار المبادرة الهولندية لاصلاح القطاع الأمني ، تم تدريب حوالي 1160 ضابطاً في خمس عشرة محافظة منهم 112 ضابطاً من نينوى ، كما شملت المبادرة العمل على تحسين واقع التحقيق الجنائي.  
نينوى بريس