نينـوى بريـس

logo

Ninawa Press

 

الفنان الراحل عبد الرزاق إبراهيم في ذاكرة المسرح الموصلي


في اليوم العالمي للمسرح الذي‏ يحتفل به العالم في 27 مارس من كل عام ، جرى العرف على ان يتم اختيار شخصية إبداعية ومسرحية لكتابة كلمة خاصة بهذه المناسبة ، ويتم تعميمها في اليوم ذاته على جميع المؤسسات المسرحية في العالم ، وكذلك يستغل المسرحيون هذه المناسبة لعرض اعمالهم المسرحية من اجل تدعيم حضورهم على الساحة الابداعية ، واتاحة الفرصة للنقاد والجمهور للاطلاع على اخر المستجدات  والخبرات والتجارب المبتكرة التي دخلت على البناء الدرامي والتمثيل والاخراج المسرحي.

وبهذه المناسبة قدم عدد من المسرحيين في محافظة نينوى بعض الاعمال المتواضعة التي اتسمت بطابع استعراضي ، فيما انتقد القائمون على المسرح الموصلي من تدريسيين ومخرجين تراجع الفنون المسرحية على مستوى المحافظة بسبب التلكؤ في اعادة اعمار صالات المسارح التي تضررت بالحرب ، وفي مقدمتها قاعة الربيع ، مطالبين الحكومة المحلية بايلاء اهتمام اكبر بواقع المسرح الموصلي وبما يتناسب مع تاريخه وامجاده التي انطلقت من المدارس الدينية المسيحية وعلى يد الآباء الدومينيكان قبل أكثر من قرن .

من جانبنا نستغل هذه المناسبة لذكر الممثل والمخرج المسرحي الموصلي عبد الرزاق إبراهيم الذي توفي عام 2012 عن عمر ناهز الـ58 عاماً.  

وينتمي المرحوم الى جيل المسرحيين الذين برزوا في ثمانينيات القرن الماضي وكانت حياته الفنية زاخرة بالابداع من خلال اخراج وتمثيل العديد من الاعمال المسرحية التي لاقت نجاحا وقبولا في الاوساط الثقافية المحلية بوصفها توثق لتجربة ابداعية مميزة عن المسرح العراقي والموصلي خاصة .

ووفقا لمقولة ان عمر الفنان يقاس بما يقدمه من أعمال فنية في حياته ، نترك الحديث عن عبد الرزاق إبراهيم للممثل المسرحي الموصلي صبحي صبري الذي يعتبر من اكثر الفنانين إلماما واطلاعا على المسيرة الفنية للمرحوم بحكم علاقتهما بخشبة المسرح التي تقاسما عليها الكثير من الادوار والتجارب ، ومنها مشهد من مسرحية شيموكين الذي انتهى بشج راس المرحوم عبد الرزاق إبراهيم . وهذا نص المقال :

 الفنان المسرحي الراحل عبدالرزاق ابراهيم

صبحي صبري

في مطلع عام 1980 من القرن المنصرم .. شارك معي الفنان الراحل عبدالرزاق ابراهيم بتمثيل احدى شخصيات مسرحية  (شموكين) التي كتبها شعراً الشاعر معد الجبوري و اخرجها الفنان الراحل شفاء العمري و التي أفتتحَ بها  المهرجان المسرحي الاول الذي اقامته المؤسسة العامة للسينما والمسرح في وزارة الثقافة والاعلام للفرق المسرحية التابعة لها، وخلال عرض المسرحية و لشدة اندماجي بالدور و اندماج الفنان عبدالرزاق ابراهيم  بدوره في احد المشاهد التي تجمعني معه ، حدث حادث لم يكن متوقعاً .. حيث  كانت تكثر في المشهد  حركات عنيفة بالسيوف، اصطدمَ رأسي بجبهة الفنان عبدالرزاق فأخذت جبهته تنزف دماً بشكل غزير، و مع هذا فقد واصلنا  اداء المشهد و كأن شيئاً لم يكن و اخذ الجمهور يصفق بقوة  اعجاباً  لهذا الاداء .. حيث ظنَ الجمهور أن الدم الذي كان يجري من جبهة عبدالرزاق أنه  مكياج برعَ فيه الماكير، و بعد الانتهاء من اداء المشهد نقل الفنان عبدالرزاق ابراهيم الى احدى المستشفيات القريبة من موقع المسرح الجوال في شارع فلسطين .. و قام بتكريمه مدير المسارح العراقية الفنان محسن العزاوي آنذاك  تقديراً لعطائه الفني المتميز ومواصلته في الاداء التمثيلي للدور ..

والفنان الراحل عبدالرزاق ابراهيم بدأ مشواره الفني ممثلاً عام 1974 مع فرقة مسرح شباب الموصل للتمثيل مشاركاً في معظم اعمالها المسرحية ، كما ان للفنان الراحل مساهمات فنية مع فرقة تربية نينوى للتمثيل و فرقة مسرح الرواد و فرقة نينوى للتمثيل التابعة للمؤسسة العامة للسينما والمسرح و بعد أن انهى دراسته في الموصل  التي ولد فيها عام 1957 بمحلة (النبي يونس) و من ثم أكمل دراسته في اكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد و خلال دراسته للفن  تعرف على اساتذة المسرح العراقي و نهل من خبراتهم و تجاربهم الطويلة مع عالم المسرح ..  كالأستاذ الممثل و المخرج المسرحي سامي عبدالحميد و المخرج الموصلي المعروف الراحل الدكتور عوني كرومي ، فضلاً الى مشاركاته العديدة كممثل في الاعمال المسرحية التي كانت تقدمها الفرق الفنية العاملة في بغداد و التي بلغ عددها اكثر من 40 عملاً مسرحياً من المسرح العالمي والعربي و المحلي ، و بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة عام 1984 تم تعيينه  مدرساً في معهد الفنون الجميلة في الموصل  عام 1985 ثم رئيساً لقسم الفنون المسرحية فيه من عام 1992 حتى عام 2005 .. قام بتأليف و اخراج العديد من المسرحيات لمعهد الفنون الجميلة و فرقة مسرح الرواد و فرقة نينوى للتمثيل التي قُدمت معظمها على صالات مسارح الموصل و بغداد .. نذكر منها :

1 ـ مسرحية (سنة الجوع) تأليفه وإخراجه  .

2 ـ مسرحية (كاسب كار) تأليفه و إخراجه  .

3 ـ مسرحية (قداس اسود) تأليفه و إخراجه وقد  فازت هذه المسرحية بجائزة افضل عمل مسرحي شبابي عراقي عام 1991

4 ـ مسرحية (طقوس على هامش مؤتمر القمة) فازت بجائزة افضل عمل مسرحي عراقي عام 2001 .

5 ـ مسرحية (مأساة بائع الدبس الفقير) للكاتب السوري سعدالله ونوس .

6 ـ مسرحية (الناس و الحجارة) للكاتب المغربي عبدالكريم برشيد.

7 ـ مسرحية (الزنوج) للكاتب الفرنسي جان جينيه .

8 ـ مسرحية (طائر التم) للكاتب الروسي تشخوف .

9 ـ مسرحية (أهمس في أذني السليمة) للكاتب الامريكي وليم هانلي .

10 ـ مسرحية (في انتظار جودو) تأليف الكاتب صموئيل بكت .

11 ـ مسرحية (شموكين) تأليف الشاعر العراقي معد الجبوري .

12 ـ مسرحية (الجمهور لا يصفق) تأليفه و إخراجه ، و كانت هذه المسرحية ، أخر ما كتبه و اخرجه للمسرح الموصلي الفنان عبدالرزاق ابراهيم .. حيث توفيَ يوم الثلاثاء الموافق 6/11/2012 في أحدى مستشفيات العاصمة بغداد بعد صراعه مع مرض تشمع الكبد ..

*الصورة المنشورة هي من احدى مشاهد مسرحية (شموكين) ، قبيل اصطدام رأس صبحي صبري بجبهة ، عبدالرزاق ابراهيم ، بدقائق ، وعلق الكاتب والفنان المسرحي مروان ياسين الدليمي على هذه الحادثة قائلا : كنت شاهدا على الحدث ، باعتباري احد الذين شاركوا في مسرحية شموكين عام ١٩٨٠ ، الرحمة والغفران لصديقي ورفيق رحلتي عبد الرزاق ابراهيم .

رئيس التحرير / محمد الظاهر

نينوى بريس




اخبار ذات صلة