فاغينر .. والغاء الحدود بين العوالم المتناقضة
مجسمات الفنان
" ويلي فاغينر " تعتبر نقطة تحول في اظهار حقيقة الفرد المعاصر في
سياقات وجودية ضاغطة وضمن مجتمعات تحللت فيها الهوية بمعناها الكلاسيكي وحل محلها
هوية عدمية تفتقر الى الترابط الانساني ، حيث يسلط الفنان الضوء على المشتركات بين
الكائنات الحية والبيئة ، وتأثير الانسان السلبي على الطبيعة الام من خلال
استهلاكه للموارد مثل النفط والغاز والخشب وغيرها ... وتجسيد تداعيات هذا
الاستهلاك في اشكال ومجسمات فنية تلغي الحدود بين كل المتناقضات الحية وخلافها .
يعتبر فاغينر
من فناني مدرسة الحداثة ، واطلق على اعماله التي رسخت لفكرة نقدية جديدة للعالم
الاستهلاكي بـ "الفن السائل" كونها تحاكي بمرتكزاتها الابداعية نظرية
" المجتمع السائل " للمنظّر البولندي زيجمونت بومان .. وكان بومان واحدا
من أكثر الناقدين شراسة للحداثة ومجتمع الاستهلاك وأبدى في مناسبات إعلامية خيبة
أمله لكوننا نعيش في سياسات وفيض تكنولوجي عارم تجعل من وعد الثراء والوفرة للجميع
مجرد وهم أو كذبة كبيرة في مجتمع غير " مستقر أو سائل " حيث يحتل مفهوم
الإفقار مكانا مركزيا .
لعل اهم ما
يميز اعمال الفنان فاغينر هو اسلوبه الفريد في تصوير العوالم المتناقضة ومنحها
مقاربة جمالية ورمزية عبر تكوينات تتداخل فيها الالوان والاجسام في نسق متناغم
الابعاد والخطوط ، بهدف بيان التأثير المتبادل بين الانسان المعاصر ومايحيط به من
مظاهر استهلاكية متشعبة ومعقدة يتعايش معها في اطار علاقة تشوبها العديد من القيم
المتناقضة والمشوهة .
رئيس التحرير
/ محمد الظاهر
نينوى بريس
